أهم الأخبار
د.عبدالله ابو الغيث

د.عبدالله ابو الغيث

هل بمقدور جماعة الحوثي حل حزب سياسي كالإصلاح؟

2015-04-05 الساعة 12:08ص

تواصل جماعة الحوثي تسريب تهديداتها عن نيتها في حل حزب الإصلاح، وأن القرار قد تم اتخاذه بالفعل، وينتظرون فقط الوقت المناسب لتنفيذه. ولعمري فهذا أمر لم نسمع به إلا في اليمن بلد العجائب، بحيث تذهب جماعة مسلحة لا تحظى باعتراف قانوني حتى اللحظة، وتفتقد لتوصيف يشرعن وجودها على الساحة اليمنية – باستثناء شرعية البندقية – لتهدد وتتوعد بحل أحزاب سياسية معترف بها، وتمارس عملها وفقاً لقوانين الدولة اليمنية النافذة.

 

 

 نحن هنا لا ندافع عن حزب الإصلاح، ليس فقط لأن الحوثيين لا يمتلكون حق اتخاذ مثل هذا القرار فقط ، ولكن لأن الحوثيين قبل غيرهم يدركون بأن الإصلاح حزب يستعصي على الحل، وحتى لو اعتقلوا كل قياداته بعد حله فأعضاءه يبلغون الملايين، وينتشرون بشكل متوازن في كل الساحة اليمنية من صعدة إلى المهرة – بعكس انتشار الجماعة المنحصر في منطقة جغرافية محصورة – وذلك يعني بأن الحوثيين في حال ما فكروا باتخاذ مثل هذا القرار المتهور إنما سيُخرِجون الإصلاحيين، خصوصاً الشباب، من حالة الجمود التي تفرضها عليهم قيادتهم الحالية إلى حالة ثورية عارمة ترفع شعار "لم يعد هناك من نخاف عليه أو نخشى أن نخسره".

 

   وبما أن الحوثيين يتقمصون شخصية السيسي ويعتبرونه أستاذهم الملهِم لهم حسب تصريحاتهم العديدة، فسيكون عليهم الاتعاظ من مآلات حظره لجماعة الإخوان المسلمين وحزبهم (الحرية والعدالة)، فها هو السيسي اليوم يدرس السبل الممكنة للتصالح مع الإخوان، بعد أن أدرك بأن الحل الأمني ضدهم والتنكيل الشنيع الذي مارسه تجاههم لم يمنعهم من شل حركة الدولة المصرية وإيقاف عملية تطبيع الأوضاع فيها رغم الانتخابات التي تمت، ولعل عزل وزير الداخلية محمد ابراهيم يوم أمس وتقديمه ككبش فداء وهو من هو، إنما هي خطوة تقدم لإتمام المصالحة بين الجانبين التي بدت شواهدها تظهر على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، خصوصاً بعد أن تبخرت الترويجات التي حاول نظام السيسي وبعض حلفائه في الخليج تعميمها باعتبار الإخوان جماعة ارهابية وأدت إلى مفعول عكسي صب في خدمة التنظيمات الإرهابية الحقيقية.

 

   فإذا كان ذلك هو حال نظام السيسي الذي يتميز بالتفاف كل مؤسسات الدولة من حوله، ويفرض سيطرته على كل أرجاء الدولة المصرية، ويحظى بدعم مادي خارجي بلغ عشرات المليارات من الدولارات، ويُنظر له في الخارج باعتباره الحاكم الشرعي لمصر. فهل يمكن للحوثيين أن يحققوا ما عجز عنه أستاذهم؟ خصوصاً وهم لا يمتلكون حتى جزء بسيط من الإمكانيات التي توفرت له.. اعتقد بأن الإجابة معروفة وواضحة ولا يجادل فيها إلا مكابر أو مدلس.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص