2015-04-07 الساعة 12:08ص
ما وراء الكواليس تسعى روسيا بوتين جاهدة بكل ثقلها الدبلوماسي والسياسي لإنقاذ الحوثي من ضربات عاصفة الحزم التي أضعفت قدراته العسكرية التي هي بالتأكيد مقدرات الدولة اليمنية التي سيطر عليها.
بوتين يؤدي الدور الذي عجزت عنه طهران لإنقاذ وكيلها لافتقادها أدوات التأثير دبلوماسيا في ظل التأييد الواسع إقليميا ودوليا للحملة التي تقودها السعودية وهو ما يعني فشل في معركة الدبلوماسية وكذلك عدم قدرتها على التدخل عسكريا لبعد المسافة بين اليمن وإيران وسيطرة التحالف العشري على الموانئ اليمنية البرية والبحرية والجوية وهو ما يغلق كل أبواب المساعدة والنجدة لمد الوكيل الغارق بأدوات النجاة الضرورية واللازمة.
تدرك موسكو أن سيطرة الحوثيين على حكم اليمن سيعزز نفوذها أو يمنحها موطئ قدم خاصة بالتواجد العسكري بمضيق باب المندب والاستثمارات بالمجالات الحيوية وقد زار مسؤولون روس مواقع يمنية بالحديدة دون علم الرئيس هادي أو حكومته ولهذا بوتين يتولى الدفاع عن مصالحه التي يطمح إليها وبالنيابة عن حليفته طهران كما أنه محامي النظام التابع لها بسوريا ويحاول تكرار الدور ذاته باليمن.
بعد فشلها دبلوماسيا في وقف عمليات عاصفة الحزم بحجج كثيرة غير صادقة منها أنها ستفاقم الوضع أكثر مما تحله عادت روسيا لتدخل من بوابة الدبلوماسية برفع شعار زائف سبق اختبار كذبه بسوريا ألا وهو التقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن لهدنة إنسانية باطنها وهدفها إنقاذ الغارق لترتيب صفوفه وتسليحه من خلال طائرات تهبط بمطار صنعاء بحجة أنها تحمل مساعدات.
لا خلاف أن الوضع الإنساني والاقتصادي سيء للغاية والشعب بحاحة لمساعدات عاجلة بسبب الحرب الذي تشنها قوات صالح والحوثيين على اليمنيين بأكثر من مدينة وتداعياتها على حصارهم ولكن يجب أن تعرف روسيا ومن يقف خلفها أن دعاوهم كاذبة وليست لأجل الشعب وإنما لأجل الحوثي.
وإذا كان ولابد يجب أن تكون الهدنة لأيام محدودة لا علاقة لها بحل سياسي على أن تخضع الطائرات القادمة لمطارات اليمن لإشراف لجنة من تخالف العاصفة للتأكد من خلوها من أسلحة ودعم آخر لجهة محددة تعادي الشعب وأن تكون هناك جهة يمنية من السلطات الموالية للشرعية والمنظمات المدنية المحلية والخارجية لاستلام المعونات والمساعدات وتوزيعها على المحتاجين والمتضررين.
إذا كانت روسيا صادقة في نزعتها الإنسانية فعليها أن تقدم المساعدات للشعب السوري الشقيق الذي تصنف الأمم المتحده لاجئيه بأنهم الأكبر عالميا وكل المنظمات الدولية تناشد المجتمع الدولي الضغط على نظام الأسد لوقف إطلاق النار لأيام معدودة لإدخال المساعدات ومع ذلك لا تبذل موسكو جهودا بهذا الصدد وعلى العكس لا تزال تدعم النظام بالسلاح لقتل شعبه ثم يأتي بوتين يحدثنا عن حرصه على مصلحة وحياة الشعب اليمني وهو آخر واحد يفكر بالإنسان الذي يعادي حريته ومساعي تحرره بالبلدان المضطهده؟