أهم الأخبار
مروان الغفوري

مروان الغفوري

في عدن خلعوا الزنان ولبسوا المقاطب

2015-04-08 الساعة 10:15ص

 

 

 

 

 بما ﺍﻧﻚ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻴﻦ اسمع مني هذه القصة:
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ اليوم ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ في المستشفى. زميلنا الدكتور طلال ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ويستخدم هذه العبارات:
ﻭﺻﻠﺖ لعندهم؟ ﻟﺒﺴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎطب؟ ﻋﺎﺩﻫﻢ ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ؟”.
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺷﺠﻨﻲ. رحت لعنده وسألته:
. ﺍﻳﺶ ﻓﻲ ﻳﺎ طلال.؟
رد علي:
والله يا أخي ﺻﻬﺮ زميلنا الدكتور حمدي ﻧﺰﻝ عدن ﻗﻠﻚ يشتي ﻳﺠﺎﻫﺪ هناك، ﻭ ﺫﻟﺤﻴﻦ ﻣﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﻭﺟﻴﺎﻉ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﻴﻦ.
قلت له: ﻭ ﺍﻧﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺘﻜﻠﻢ الآن؟
قال:
مع زميلنا الدكتور ﺍﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻮﺭﺩ في (…..) ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭهو ﺍﻻﻥ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ . وما نعرفش في عدن غيره. نشتيه يخرجهم قبل ما يموتوا من الجوع.

كان زميلنا الدكتور حمدي قد اتصل بالدكتور العولقي ﻳﺸﻮﻑ ﺻﻬﻴﺮﻩ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ . وزميلنا العولقي يعرف زميلنا حمدي ويعرف ﺻﻬﻴﺮﻩ اللي يجاهد بعدن ﻣﻦ ﺍﻳﺎﻡ ما كان في البورد في ﺻﻨﻌﺎﺀ .

سألت الدكتور طلال: طيب ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ؟

قال لي إن العولقي ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﺪﻥ. جالسين ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ للعولقي إنهم ﺟﻨﺐ ﺑﻴﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ.

ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺑﺎﻻﺧﻴﺮ ﻋﺮﻑ ﺍﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮيقه.
قام العولقي ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻘﺎﻃﺐ ﻭ ﺭﺍﺡ ﻟﻬﻢ (ﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻘﻤﻴﺺ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﻲ يا مروان). ﺣﺼﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﺻﻠﻬﻢ. والعولقي راح اتصل بطلال وقال له:
ﻳﺎ ﻃﻼﻝ ﻗﻞ للدكتور حمدي ﻟﻮ ﻟﺤﻘﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ ﺣﻘﻬﻢ ﺗﻤﺎﻡ .

ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺻﻞ ﻟﻌﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﺍﺧﺬﻫﻢ ﻣﻌﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﺴﻜﻮﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﻟﻠﺠﺎﻥ الشعبية.
قال العولقي للجان: هولا ﻋﻤﺎﻝ ﻣﻌﻲ ما اقتنعوش.
ﺍﻋﻄﻮﻫﻢ اللجان ﺍﻛﻞ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﺣﺪ منهم ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻪ ﻋﺴﻜﺮﻱ، فمسكوا ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ عرف العولقي يخرج.
ﻫﺬﺍ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ المجاهدين ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﻠﺔ ﻋﻤﺮﺍﻥ. ﺷﺒﺎﺏ . ﺻﻬﺮ الدكتور حمدي ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺭ ﻓﻘﻂ . ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺋﻞ ﺻﻌﺪﺓ. ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ لا يعرفوا عدن ولا في معاهم بيس وأول مرة يشوفوا البحر في حياتهم والامدادت انقطعت وموش قادرين يتخبوا وهم لابسين زنان وجنابي. وﻣﻨﺬ ﺍﻳﺎﻡ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻄﻮﻫﻢ ﻭ ﺟﺒﺔ ﻭﺣﻴﺪة ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺗﻮﺍﺻﻠﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ بسبب العاصفة اللي قطعت الامدادات عليهم من كل مكان. ﻳﺨﺎﻓﻮﺍ ﻳﺴﻠﻤﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ مخيفة.
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﺧﺒﺎﺭﻫﻢ. ﻭ ﻻ ﺍﺗﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﻳﺤﻈﻮﺍ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.)

انتهت الرسالة، وأنا أعرف مرسلها، وهو دكتور كبير.

ــــــ

أرسل الحوثي أصحابه للجهاد في عدن. للجهاد بمعناه المقدس، أي قتل الناس وإحراق الممتلكات ونسف الجسور والطرقات، وأخذ الأسرى.. وربما السبي!
وكل ذلك في عدن. أيضاً بما في ذلك: السبي!

وكان المجاهدون الحوثيون يتلهون بإحراق عدن، ويشعرون بالرضا وكان عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير يكرّر كلمتين: أنتم في الموجف الأجوى وهم في الموجف الأضعف. ويقول: والله معكم وسيمدكم بالفتح المؤزر.
الفتح والجهاد. هكذا كان خطاب الحوثي الأخير عن عدن. وقد ذهب أصحابه إلى عدن أيضاً للفتح والجهاد.

إلى أن حاصرتهم عدن، وحشرتهم المقاومة في العراء وقطعت عاصفة الحزم عنهم الامداد. وهناك فقط تذكروا الخوف والجوع والشؤون الدنيا. وخرج أهاليهم في صنعاء وعمران يتظاهرون ضد عاصفة الحزم، لأنها منعت الامداد عن المجاهدين في عدن! وحالت دون حدوث “السبي” وأجّلت الفتح المؤزر.

هذه المأساة سيتذكرها اليمنيون والتاريخ اليمني لمئات السنين. وهذا الأخدود الذي حفره عبد الملك التهم أيضاً جماعته وأهله.

وسنتذكر دائماً أن عبد الملك الحوثي دشّن عملية “فتح عدن” من صعدة وأعلن التعبئة العامة.
وأنه قال لأهالي مجاهديه الذين لم يعودوا إنهم صاروا شهداء، وأن أرواحهم في الجنة تطير وتزفها الملائكة! وأن موجفهم لا يزال أجوى.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص