أهم الأخبار
حسن منصور

حسن منصور

صفقات سياسية معمدة بالدم!

2015-01-22 الساعة 11:33ص

تم التعاطي مع اقتحام مجاميع الحوثي المسلحة (اللجان الشعبية) لدار الرئاسة اليمنية، كحدث جلل سيكون له ما بعده وما قبله، ربما لرمزية منصب رئيس الجمهورية، أو للشعور الجمعي باستمرار الإهانة والإذلال الذي يتعرض له رموز الدولة على يد مجاميع مسلحة لا تحمل أي صفة شرعية أو قانونية.

 

السقوط والانقلاب تم بالفعل باقتحام العاصمة في 21 سبتمبر الماضي، وهو الاقتحام الفريد من نوعه والذي اتخذ صيغة "استلام وتسليم" مع بعض جيوب المقاومة التي صمدت لبعض الوقت.

 

لا يمكن تفسير حالة الانكشاف السريع للجيش والأمن في مواجهة لجان الحوثي الشعبية بمعزل عن الصفقات التي تمت وتتم منذ سقوط عمران وعلى مستويات قيادية عليا، يضاف لها حالة الخذلان التي يتعرض لها الجندي اليمني في كل مرة، يبيعون له الوهم ثم يعقدون الصفقات على أشلائه وتضحياته!

 

 كشفت الأحداث الأخيرة صوابية قرار التجمع اليمني للإصلاح عدم القيام بدور الدولة في الدفاع عن صنعاء، ببساطة لأن "الأوغاد" يدقون طبول الحرب وفي اليوم التالي يعقدون الصفقات على أشلاء الجنود والمواطنين، في اليومين الماضيين سقط أكثر من 30 شهيداً والثمن لن يزيد عن حزمة من القرارات الرئاسية التي تلبي مطالب الحوثيين أو صفقات سياسية معمدة بالدم! 

 

يتم كل ذلك بعد مؤتمر حوار وطني استمر أشهرا طويلة، وأسفر عن مخرجات توافقية نسفها الحوثي بقوة السلاح، وتحت شعار السلم والشراكة الوطنية!

 

في الوضع "الشاذ" الذي تعيشه اليمن، تستمر القوى السياسية بتوفير غطاء الشرعية لممارسات الميليشيا، كما وفرت قبل ذلك غطاء الحصانة للرئيس السابق ليتفرغ لإجهاض عملية الانتقال السياسي.

 

وإذا كانت حكومة الوفاق الوطني 2012– 2014 استهدفت نقل البلد إلى مرحلة الاستقرار السياسي بعد مرحلة انتقالية، فإن ما حققته للأسف الشديد لم يتجاوز تمهيد الطريق لجماعة الحوثي التي تمددت على مساحات الفراغ والفشل.

 

يكتمل المشهد الغرائيبي في البلد، في كل فصل من فصوله بخطاب لعبد الملك الحوثي يتحدث باسم الشعب وفي سبيل السلم والشراكة، ويحذر في كل مرة من المؤامرات الخارجية التي كان آخرها في خطابه الأخير "مؤامرة الأقاليم الستة".

 

الأقاليم الستة أو الخمسة أو الأربعة سيصبح مشروعا وطنيا لدى الحوثي عندما تضم الجوف وحجة إلى صعدة في إقليم واحد.. تذكروا ذلك.

 

الخلاصة: الحوثيون فصيل سياسي يصر على حكم ‏اليمن بالقوة، إذن فليتحمل المسؤولية والنتائج. ومالم تتوافق القوى السياسية الكبرى على نزع غطاء الشرعية عن ممارسات جماعة الحوثي، فإنه لن يكون بمقدورها تجريم ممارسات العنف التي قد يقترفها أي طرف مسلح، وإذا كان هادي والحوثي وصالح سيعقدون صفقات سياسية من نوع ما، فلماذا إذن يتم في كل مرة تعميدها بدماء الأبرياء من الجنود والمواطنين البسطاء؟!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص