وطني.. لكي احبك!!

في العام ٢٠١٠ أثناء عملي كسكرتير لوزير الخارجية ورغم محدودية مشاركاتي في الأعياد الوطنية وحفلات الاستقبال بالسفارات الا اني حرصت على حضور ذكرى ٦ أكتوبر في الملحقية العسكرية المصرية وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني للبلدين الشقيقين اليمن ومصر وعندما عزفت موسيقى

بلادي بلادي بلادي ~ لك حبي وفؤادي

شعرت بمشاعر الوطنية والفخر والحنين تملا الجو حولي فالجميع مصريين ويمنيين استمعوا اليه وأحسوا به وفور عزف النشيد الوطني اليمني داهمني شعور بالذنب وتملكني لوم للذات وصرت اتساءل ماذا دهاني ؟ لم يحركني نشيد بلادي كما فعل نشيد مصر !!  اعلم انه للخالد الفضول واعلم ان ملحنه هو المبدع الفريد أيوب وتفوق لغته ودلالاته الكثير من اناشيد الدول الاخرى ...

لازمتني حيرة وصرت أجتر ذلك الشعور كلما خلوت الى نفسي ومن ضمن الأفكار والقناعات التي خرجت بها من هذا العصف الذهني الفردي هي ان حب الوطن ليس علاقة حب مثالية وتفانٍ بلا حدود بل هي علاقة نفعية تبادلية قائمة على معطيات وثوابت كمعادلة كيميائية لها متطلبات و مدخلات وبالتالي تعطي مخرجات حتمية ثابتة فوطني يعطيني الأمان والكرامة وفيه تصان آدميتي وحقوقي  فامنحه الحب وأضحي لاجله بالمال والبنين والغالي والنفيس دونما تفكير او تردد ولن أتطرق هنا الى جدليات وأتساءل ماذا منحني وطني الذي احبه ولكني أقر بان علاقتنا بالوطن كيمنيين فيها قدسية وغيبية ولم يسمح لنا ان نحبه كما يصح وينبغي ، حب السيد الحر لموطنه الذي لاجله يحيا ويموت ..... لكني سأظل أفكر وأتساءل وسأظل احبه واحبكم