أهم الأخبار
وائل الهمداني

وائل الهمداني

الديمقراطية طريق الخلاص

2015-04-23 الساعة 12:49ص

اجتمعوا بعد انتصارهم في الحرب العالمية الثانية واتفقوا على تقسيم مناطق النفوذ والمصالح فيما بينهم سواء تلك التي كانت تخضع للطرف المهزوم او مناطق اخرى تشكل أهمية ما سواء اقتصادية او جيوسياسية بالاضافة الى احتفاظ المنتصرين بما كان واقعا تحت سيطرتهم أصلا ، سارت الأمور وفقا للاتفاق لبضع سنوات حتى برز القطبان الرئيسان في حينه كقوتين عظميين متفوقتين على باقي شركاء النصر المذكور بعدة عوامل وبفوارق شاسعة حققت لهما تفردا غير مسبوق  لتوجيه مجريات الساحة الدولية وصنع القرار العالمي ثم جرا المجتمع الدولي بأسره الى دوامة الاستقطاب والحرب الباردة التي كادت تتسبب في حرب عالمية ثالثة اكثر من مرة الى ان دخل العالم مرحلة جديدة بعد التفكك الدراماتيكي للاتحادالسوفيتي وهي مرحلية احادية القطب التي لا نزال نعيشها حتى يومنا هذا.

وبالتزامن مع هذه الأحداث تنامت روح الاستقلال لدى المستعمرات وخاض المنتصرون معارك عدة عسكرية وسياسية انتهت اغلبها بنيل المستعمرات استقلالها وبدات طرق جديدة تُبتكر لابقاء النفوذ في الدول المستقلة من خلال اثارة نعرات طائفية وإذكاء للقوميات والإثنيات ضمن المجتمع الواحد وأدارت تلك الدول هذه الملفات الشائكة بمكر وذكاء وضمن لها ذلك مزيد من التواجد بل النفوذ في مستعمراتها السابقة وفي أوقات عديدة كانت فئات المجتمع الواحد تلجأ الى مستعمريها السابقين لدعمها ضد  الفئات والفصائل الاخرى وصار المحتل السابق مرجعا لهولاء المتنافسين والمتقاتلين .

وعلى سبيل المثال لا الحصر : الشيعة والسنة ،

العرب والكرد ، المسيحيون والمسلمون وغيرها الكثير من الفئات والتقسيمات التي كرسها خبث الدخلاء وجشع الفرقاء ، ولقد يقول قائل ان المجتمعات في أوروبا والغرب عموما بها تنوع في الأصول والأديان والإثنيات ولا تعاني مما نعانيه نحن !!

الجواب بسيط ولن نخرج مما نحن فيه الا بانتهاج ما يسمى ( الديمقراطية ) نعم !! تلك القيمة العظيمة  التي تفننّا في تشويهها وإفراغها من مضمونها عبر شراء الذمم والاصوات وفبركة السجل الانتخابي وتبديل صناديق الاقتراع وتزوير النتائج وغيرها من الوسائل التي تنافست العديد من الديمقراطيات ( الناشئة ) على استخدامها وتطويرها ، لذا فالحل ليس بتهميش الأقليات واقصاء الاثنيات والغاء الهويات بل بخلق الهوية الجامعة والتوزيع العادل للثروة ووضع اليات منصفة لشغل الوظيفة العامة حتى نحظى باحترام الغير وننتقل من مصاف الشعور بالدونية والغبن الى الندية والشراكة ونتبوأ المكانة التي نستحقها قي هذا العصر .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص