أهم الأخبار
علي العمراني

علي العمراني

ماذا بعد؟!

2015-04-23 الساعة 09:08م

قيل إن العاصفة انتهت، إذن ... حسنا.. ومن كان يسره القصف والعصف بأهله وبلده..؟ أغلب الظن أن لا أحد ...!

بل من كان يتوق من العقلاء خلف الحدود، في دخول المعمعة التي صنعها الحمقى والفاسدون في اليمن..؟

وحتى أولئك الذين وقفت العاصفة في صفهم أو وقفوا معها، أو هكذا بدت الأمور... لم يتمنوها ... ولا يزالون يرغبون بحلول أسلم.

لكن ما ذا بعد إنتهاء العاصفة ..؟ دائماً ما ذا بعد، في اليمن.. !

هل سيتوقف التبجح والتوسع والجنون والموت والاستشهاد وفرض أمر واقع بقوة السلاح..؟

يجري الان الحديث عن مرحلة إعادة الأمل..وكم نحن بحاجة في اليمن، إلى إعادة الأمل ...بل إعادة العقل ..

وقد قيل : إننا في اليمن لا نفكر في ماذا بعد، أو نفكر في الخطوة التالية ... ؟! قيل ذلك منذ زمن... قيل في ستينات القرن الماضي، عندما قرر ثوار سبتمبر الإطاحة بمحمد البدر، وربما قيل أيضاً عند مغادرة الأتراك والإنجليز اليمن ، وسمعت ذلك منذ سنوات من المرحوم الشهيد محمد عبد الملك المتوكل ، عندما توافق كثيرون على أهمية التغيير السياسي في اليمن..لكن قليل منهم كان يفكر في الخطوة التالية...!

وبالتأكيد تساءل كثيرون عما ماذا بعد، عندما ظهر الرئيس السابق متبجحا قبل العاصفة، والتذكير بإخراج خصومه من البلد وعن عن قدرته على إخراج المزيد منها... ولا بد أنه سيظهر ضاحكا ومتبجحا من جديد، وكأنه لا يدرك ما حدث ويحدث للبلد التي أعطته ما لم تعط غيره على مر العصور، بل قل : أخذ منها ما لم يأخذه أحد، ولم يكن قادرا سوى على تدمير قيمها ومؤسساتها وكيانها..

أما عالم إخواننا جدا، الحوثيين فمختلف.. وتجربتنا، معهم أصلحهم الله وهداهم، وإيانا بالتأكيد، تجربة مريرة ومحبطة ومحزنة ... فهم يقاتلون منذ أكثر من عشر سنوات، و لا يبالون.. ! ويكاد أن يكون شعارهم : لا نبالي..! وهم لا يبالون حقاً بأي شي بما في ذلك الحياة... لا يبالون بحياتهم، وحياة غيرهم،،حتى اكتضت المقابر وازدحمت السجلات "بالشهداء" ، وغصت الأرض بالدم.. ويبدو أن المهم عندهم هو النخيط، والعجرفة.. وليس مهما مصير الوطن ومكانته وكرامته، ومعيشة أهله..ولا مشكلة لديهم في كم الذين يشردون ويقتلون ، ولا أهمية لتزايد أعداد الثكالى والأيتام..

قلت : إن تجربتنا مع الحوثيين، مريرة ومحبطة، وهي كذلك بالفعل ، وأظنهم أكثر من دفع البلاد إلى مصير بائس وحزين ومهين... هم يدعون خلاف ذلك، وقد يظنون خلاف ذلك، وكثيراً ما يتحدثون عن العزة والكرامة... أي أنهم يقولون : إنما يريدون لليمن، العزة والكرامة.. ومن حق العقلاء السخرية من ذلك الأدعاء الزائف، بل رفضه تماماً، إلا إذا كان المقصود كرامة الحوثيين وعزتهم وحدهم دون اليمن وأهله، وفوق اليمن وأهله ، وضدا على اليمن وأهله، فربما ..مع أن ذلك غير متوقع في الحصيلة النهائية لما يجري ...

صحيح هناك شركاء لهم في كل مرحلة، وإبرز شركائهم الان، النهابة السلابة، الفاسدون، أعداؤهم في الأمس، وحلفاؤهم في اجتياح صنعاء وعدن وتعز البيضاء وتهامة وشبوة ..

ويتحدث الحوثيون كثيرا عن دفع مظلومية، لكنها تبدو في حقيقتها رغبة في "الظالمية"، أي رغبة أن يكونوا مهيمنين، ومسيطرين وظُلَٓاما، إن لزم الأمر.. ربما هناك من يرى بأن لا يليق به سوى أن يتعالى ويظلم بني شعبه وقومه ..!

يتساءل كثيرون : متى ظلمت الحوثيين تعز وإب ، وتهامة والبيضاء وشبوه وعدن ولحج وخصرموت، وغيرها .. صحيح ، متى ...؟!

يبدو أن غاية أولئك هي التسلط، بعض النظر عن أي مستوى من الرضى الشعبي والقبول الوطني، والسبيل إلى ذلك هو الخداع والإكراه والجبر والقوة ..

ومن الممكن تحقيق هذه الغاية.. غاية التسلط والهيمنة والتحكم ولو لبعض الوقت.. لكنها ستتحقق فقط عندما تكون اليمن أطلالا، ومقابر وجحيما، ومعزولة عن العالم وبلا قيمة أو مكانة أو كرامة، وليس فيها ما يغري للحياة أو يساعد عليها،وعندما لا يتبقى فيها سوى الغرور والجنون والوهم وخداع النفس لمن يقول : لا نبالي..

والنهاية، مثل البداية : لا نبالي..!

إخواننا .. رجاء تغيروا .. لا نزال بانتظار أن تتغيروا ..

بصراحة كُنْتُمْ مشكلة ولا زلتم .. وبانتظار أن تكونوا جزاءا من الحل..!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص