2015-04-26 الساعة 07:50م
تعرض اليمنيون في مطلع القرن الماضي لخدعة كبرى على يد الإمام يحيى، فقد أوهم اليمنيين أن التضحيات التي يقدمونها في كل الأحداث والمنعطفات تهدف لصيانة استقلال البلاد .
غير أن اليمنيين اكتشفوا بطلان دعاوى الإمام حول الاستقلال، وكان يصدق عليه ما وصفه أبو الأحرار محمد محمود الزبيري، بأنه استقلال زائف، بحيث كان استقلالا عن العصر والحياة والعالم .
وفي مطلع القرن الحالي، وخصوصا بعد العرض العسكري لوحدات من الجيش اليمني عام٢٠٠٠م بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية، صدق اليمنيون مقولات النظام حول الجيش بأنه درع الثورة، وحامي الجمهورية والوحدة، والمدافع عن منجزات ومكتسبات الشعب وتضحياته.
لكن المفاجأة وقعت يوم الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م حين صحا الشعب على دعم ومساندة هذا الجيش لعصابات الإمامة والوقوف إلى جانبها في اسقاط عاصمة الثورة والجمهورية والوحدة، في الوقت الذي ظلت المنابر الإعلامية طيلة خمسين عاما تردد على الأجيال أنه قضى على حكم الإمامة وقد كان ذلك صحيحاً، لكن الهدف كان لتعزيز شرعية القيادات التي استولت على الحكم، وازاحت كل ابطال سبتمبر، لأن مجرى الأحداث تغيرت منذ نهاية السبعينات ..
لقد اكتشف اليمنيون أن هذه المعسكرات المنتشرة في طول اليمن وعرضها، لا تضم حماة البلد ولكن حشود من المرافقين والعكفة الذين يدينون بولائهم لفرد مستعد أن يبيعهم في أقرب سوق سياسية لتحقيق مصالحه الشخصية..
بعد أن ترك الجيش العاصمة مفتوحة أمام المليشيات دون أن يتحرك لردعها، خرج بعد ذلك ليحاصر مدينة عدن وتعز ومأرب، ويضربها بالأسلحة الثقيلة لأنها رفضت السماح للعصابات بالدخول والسيطرة ..