2015-04-29 الساعة 05:12م
هل مراوحة الازمة اليمنية مكانها جراء غض النظر الدولي, يعني منح الحوثيين رخصة لمزيد من قتل الابرياء, وتهديم البنية التحتية؟
هذا السؤال يشغل كل المهتمين بشأن هذا البلد العربي المبتلي بعصابة لا تشكل الا نسبة ضئيلة جدا من شعبه, او قل واحدا من نحو خمسين حزبا, استقوى بدعم ايراني مفتوح, وبلعبة المصالح الدولية التي تمنع تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي, فاجتاح البلد ككل, وخطفه كما هي حال لبنان الذي لا يزال يأسره حسن نصرالله وقزمه التابع نعيم قاسم, فيما القرارات الدولية بشأنه أيضا يعلوها غبار النسيان, ما يزيد من معاناة اللبنانيين.
مما لا شك فيه ان الحوثيين يمعنون بارتكاب الفظائع جراء غض النظر هذا, ويتهمون زورا وبهتانا التحالف العربي – الاسلامي بقتل المدنيين, متوهمين ان العالم سيصدق أكذوبتهم, او سيأخذ بترهات أطلقها المبعوث الدولي السابق جمال بنعمر عن حل سياسي ما كان يجري الاعداد له, لكن “عاصفة الحزم” منعت إقراره, متناسين هم وبنعمر ان أساس أي اتفاق هو المبادرة الخليجية, التي انقلبوا عليها بتشجيع غير مباشر منه شخصيا, وان هذه العاصفة المباركة لم تهب الا لوقف المذبحة الكبرى التي يمارسونها ضد الشعب لاخضاعه.
كما تناسى بنعمر, ومعه أيضا جماعة الحوثي ان المساعدات الانسانية التي تفرغها دول التحالف في الموانىء اليمنية, هي شريان الحياة الوحيد الذي يمنع انهيارا إنسانيا وكارثة كبرى في بلد من أفقر دول العالم. صحيح ان التحالف العربي يتحمل اليوم وحده عبء مكافحة الشر الايراني المقنع بالقناع الحوثي, وصحيح أيضا ان هناك قرارا دوليا تحت الفصل السابع لا يزال على رفوف مجلس الأمن, ينتظر التنفيذ, لكن هذا لا يعني التفرج على استمرار المذبحة من دون حساب, الا اذا كان العالم يحتاج الى صومال آخر, اوعراق جديد, تفرخ فيه الحاضنة الارهابية الحوثية المزيد من العصابات على شاكلة “داعش” و”القاعدة” كرد فعل غريزي على التعبئة المذهبية التي تمارسها ايران في المنطقة, غير ان اليمن له خصوصيته بالنسبة الى دول الخليج العربية, بسبب التداخل العميق في العلاقات الاجتماعية بين شعوبها وشعبه.
لكل ذلك, فان هذه الدول يمكن ان تتحمل لفترة غض النظر الدولي عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن, لكنها لن تصبر الى الابد, وستجبر الأمم المتحدة على حزم أمرها وكف الشر الحوثي, إضافة الى ان الشعب اليمني لن يسكت على الاذى الذي كابده طوال الاشهر الماضية, وسيكون حسابه لهذه العصابة المأجورة أشد قسوة من أي فريق آخر.