2015-05-13 الساعة 10:00ص
رحم الله الشيخ غسان أبو لحوم لقد عرفته رجلاً متزناً وأخاً صادقاً وصديقاً وفياً ومناضلاً جسوراً ووطنياً مخلصاً.
لم يكن يشرئب للمناصب رغم قربها منه.
ولم يكن يبيع في المواقف والقضايا الوطنية رغم كثرة الإغراء.
ولم يكن يبحث عن الأضواء رغم منزلته ومكانته وإمكاناته.
كان مثقفاً واعياً لكنه غير ناطق بخلاف كثير من الناطقين زوراً باسم الثقافة.
وسياسياً محنكاً ولكن دون تحزب كغيره ممن يتملق لهذا الصنم أو ذاك.
وقائداً محنكاً ولكن دون أن يصنع لنفسه هالة كما يصنع غيره.
شيخ في ثوب مواطن بسيط.
وسياسي بسيماء شاب حكيم.
وشاب برجاحة عاقل خبير.
وثائر مضحٍ غير منان ولا متسلق.
عرفته منذ العام 2011م في ساحة الثورة الشبابية. ثم عرفته يقيناً ونحن نؤسس الاصطفاف الشعبي لدعم الدولة ومناهضة العنف والارهاب.
أهديته بعض مؤلفاتي التي لا تزال مسودات لم تحض بالنشر بعد.
قرأ بعضها وناقشني في بعض أفكارها التي وصفها بالعميقة وصعبة الفهم حد قوله، وكان يواسيني ويقول: لا تستعجل أخي علي فالمرحلة ليست مرحلة استيعابك وأفكارك الفلسفية، ولكن سيأتي وقتها بعد فشل أصحاب مشاريع العنف والصراع فاستمر دون يأس.
وكان كلما ظهرت أمام ناظريه يزل ولو من سيارته ليسلم عليّ ويسأل عن أحوالي وأبنائي، ثم يقول مبتسماً ومداعباً ما جديدك في ميدان الفكر والثقافة أيها الكاتب؟
لم أفرقه بعدها أسبوعا واحداً حتى ودعته قبل عشرة أيام وداع محبة وودّ، وهو في طريقه إلى سلطنة عمان عبر المهرة.
اتصل بي وهو في مسقط يستفسر عن أحوالي ويحثني على النضال الثقافي من أجل تغيير العقلية اليمنية التي تحمل كما قال فيروس الصراع والهدم. وختم حديثه قائلاً: أنا تقدمت بطلب ضم ثلاثة أسماء لعضوية مؤتمر الرياض باسم تكتل الانقاذ الوطني وهم: الكاتب علي قاسم البكالي والعميد أحمد يحي الأبارة. والدكتور محمد صالح السعدي، وقلت لهم لن أشارك في المؤتمر إلا بهؤلاء الثلاثة وأنا رابعهم باسم التكتل، ما لم فلن يشارك التكتل رسمياً في حوار الرياض. انتهى.
ثم اتصل بي بعدها بيوم واحد من باريس قال لي: أدعو لي يا أخي سأخضع لعملية جراحية) واستفسر عن أوضاع البلد، ثم قال : يجب أن تناضلوا لتغيير الواقع السيء الجميع لا يهمه اليمن بقدر ما يهمه نفسه وطائفته، أنتم الجيل المثقف الذي يعول عليه إنقاذ اليمن، أستودعك الله.
إفتقدناك أيها الحبيب العزيز.
افتقدناك أيها الأخ الصادق.
افتقدناك أيها الصديق الصدوق.
رحمة الله عليك إلى يوم يبعثون.
أخوك الحزين لفراقك/ علي البكالي.