تسقط الأمم المتحدة

ليست لحظة إنفعالية هي التي دفعتني لتسطير هذه الحروف، بل هي قناعة ممتدة منذ أول جلسة عقدت تحت هذه اللافتة، في 24 أكتوبر 1945، يوم صدر ميثاق هذه العصابة متضمنا في فقرته الأولى بأول مادة منه أن أهدافها "حفظ السلم والأمن الدولي .."! بعدها بعامين مهدت بريطانيا للعصابات الصهيونية بإحتلال فلسطين، في 16مايو 1947 ، وكانت الإمبراطورية العظمى تعد قرارات تنظم واجبات الاحتلال، ومسؤولياته!

نحن إذا أمام أكبر وأبشع وأخطر كذبة عرفها التاريخ، لا بل زورت التاريخ!.

في الثالث والعشرين من نوفمبر 2011 كان فرقاء السياسة اليمنية يلتقطون صورا تذكارية في القصر الملكي بالرياض، عقب توقيع إتفاقية "المبادرة الخليجية"، كان الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس الخليج يسجل رقما قياسيا في الرحلات الجوية، وأول مسؤول دولي يضرب عليه حصار لأكثر من أربع ساعات في مقر السفارة الإماراتية بصنعاء، لكن الزياني سيغيب عن المشهد اليمني، بل تم تغييبه، ليحضر جمال بنعمر لاعب وحيد في ساحة عربية ، أقصيت منها دول الخليج صاحبت المبادرة واستبدلت بإطار آخر "الدول العشر" ، وبدأ مسلسل صناعة الفاعل الجديد، وسياسة "أمر الواقع" تسقى بقرارات مجلس الأمن وتقاريرها!

في فلسطين كان الصهاينة يرتكبون المجازر وتمدهم الأمم المتحدة ببيان استنكار، وفي الحالة اليمنية ، قال صالح الصماد لصحيفة الثورة "المحتلة" أن "الإعلان الدستوري كان باتفاق مع بنعمر"، وكان بان كي مون يعرب عن "قلقه" أيضا.

أين حقيقة الصراع اليوم؟

حين تستعرض كل ملفات القضايا اليمنية فلن تجد قضية واحدة يمكن أن تكون سببا لكل هذه الحروب، لقد وقعت كافة الأطراف اليمنية على "وثيقة الحوار الوطني"، وما عاد سوى التنفيذ.

قبل خمسون يوما كانت اليمن اليوم -الصحيفة- تكتب في مانشيت عريض "الجيش والقوات الخاصة على مشارف عدن"، بعدها بساعات وبعد منتصف الليل انطلقت #‏عاصفة_الحزم ، ليظهر صالح في تسجيل مصور يعاهدهم "أتعهد لا أنا ولا أولادي سنترشح"! كان يخاطب قادة الخليج، سلمان على وجه الخصوص.

نحن إذا ندخل مرحلة تاريخية جديدة، فعلت دول التحالف فعلها، واتخذت قرارها من عمق مصلحتها، وكان مجلس الأمن يراقب بدهشة لم تكن في الحسبان على الإطلاق.

بعد أكثر من أسبوع حملت مندوبة قطر أوراق كلمتها وجلست في الأمم المتحدة لتقول أنه يجب التصويت على المشروع الخليجي بأسرع وقت.

بعدها ...