2015-05-23 الساعة 12:48ص
تحل علينا اليوم الذكرى الخامسة والعشرون لقيام دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية), التي أُعلنت بتاريخ 22 مايو 1990, في مدينة عدن الباسلة.
لقد مر ربع قرن, وها هي عدن تئن تحت وطأة الاستئساد والاقتتال الداخلي, والعدوان الخارجي, شأنها شأن بعض المحافظات اليمنية, من الشمال إلى الجنوب , ومن الشرق إلى الغرب اليمني, وإن كانت أكثر معاناة؛ لأهميتها ورمزيتها!
إنَّ اليمن بلدٌ متنوع, جغرافيًا وسياسيًا وثقافيًا وفكريًا ومذهبيًا, ولذا لا يمكن أنَّ يستقر ويتطور إلا إذا تم الاعتراف بهذا التنوع, والسعي لتحويله إلى تعددية إثراء وتعايش واعتراف بالأخر. ومن ثّم فإن السعي لحكم اليمن عبر الواحدية المسيجة بالقسر والقهر, والإصرار على تسييس هذا التنوع في ثنائيات مستقطبة ونزاعية مآله الفشل؛ وما تعانيه اليمن(مجتمعًا ودولة) إلا دليل على هذا الاستنتاج.
لقد أرادها الشعبُ اليمني (وحدةً) مقترنةً بالتعدديةِ السياسيةِ والحزبية , فاختزلها الحكام - للأسف -إ لى (واحدية) تنفي الآخرَ(اليمني) وتحرمه من حقوقهِ وحرياته ! نعم , لقد نبهناهم ,منذ زمن, بأن الوطن اليمني لم يعد يحتمل الفساد والاستبداد و الوحدة في آنٍ واحد , فردوا علينا , بأن الوحدة " راسخة رسوخ الجبال)!
ذكَّرناهم بأن الواقع المجتمعي لم يعد مهيأ لقبول الوحدة من دون ديمقراطية ؛ لأنهما أصبحا وجهان لكيانٍ وطنيٍ ديمقراطي واحد , فأصابهم الغرور , بل العمى السياسي؛ فردوا بقولهم : " أن الوحدة خطٌ أحمر" !حذرناهم منذ أمد , بأنه ( لا وحدة مع استبدادٍ وفساد , ولا ديمقراطية مع تجزئةٍ وفك ارتباط ) , ولكنهم لا يزالون مصابين بالصمم والعمى السياسييَّن !
يا هؤلاء: إننا نحتاج لوحدة وظيفية, من مهامها تحقيق حياة العزة, والكرامة, والمساواة لكل اليمنيين واليمنيات, وحدة في إطار التعدد والاعتراف بالآخر, لا واحدية قامعة للآخر, عبر حاكم فرد مستبد, يختزل الوطن والدولة والوحدة في شخصه ووجوده السياسي, ومتزلفيه وعبيده! حاكمٌ يرى في نفسه سيفًا واحدا, وغِمدا واحدًا, وبالتالي يتدثر بالمقولة غير الديمقراطية التي مفادها:" لا يجتمع سيفان في غِمدٍ واحد"!
إنَّ الحل في قيام دولة يمنية اتحادية لا واحدية. نحتاج وحدة حياة, لا واحدية موت!
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.