أهم الأخبار
مروان الغفوري

مروان الغفوري

الحوثي.. غلطة من غلطات الزمان

2015-05-25 الساعة 03:05ص

أرى خزان الحوثي ينزف وأيامه تتساقط من على كتفيه. كان الحوثي مجرد غمة، غلطة من غلطات الزمان، سيلاً في وادي، أو نهيقاً في غابة. سيمضي اليمن إلى غده، ستدخل السفينة في موسيقى البحر، وسيصهل قمر باديتنا في سماء القرن الواحد والعشرين من جديد..

الحوثي يفر إلى الجحور من جديد، كما بدأنا أول خلق نعيده. حشد قتلة جبليين وتركهم يحملون جثثهم في مدن لم يروها قط. يطلق الحوثيون قذائفهم على المدن. يخافون من المدن. ومثل كل اللصوص في التاريخ: يسممون حياة المدن التي يخشونها.

وقفت لهم تعز في منتصف الطريق. وكعادتها كانت مسرجة العينين وكانوا بلا ملامح. وعندما أحرقت عظامهم لم ير الناس سوى الدخان.

وسجد العالم كله لأنين تعز. لم تئن كمهزوم، بل كجريح نبيل. كانت تئن كعازف مفرد، وكسحابة بين جبلين

وكانت النار تأكل عظام الحوثيين ثم تقذفها قبل الفجر كدخان

ولم يختلط دخان القريتين قط.

الحوثي خطأ تكويني في نسيجنا القومي. صنعته المصادفات النادرة. صنع من الله بندقية، واستدنا من الله المتاريس.

أطلق النار في كل الشعاب ونسي ضحاياه أن يموتوا. وها هو بلا مأوى، ولا كنان، وضحاياه يطاردونه كلعنة فرعونية، ويلقون بأوهامه في المنحدرات.

ألقى خطابه الأخير كتنين، ثم ذهب يعوي كلبوة

كان غلطاً وها هو طي المسح.

لا تزال لديه أمنية عظيمة: أن يفرغ ما بخزانته من قذائف.

حسناً، اطلق القذائف حتى الأخيرة/ كم بقي في خزانتك؟ عشرة ألف قذيفة؟

بقي منا 25 مليونا.

كان لطخة في تاريخنا المعاصر، كأنما تبرزه بائع أغنام من أفريقيا أو الهند. وها نحن نضع حداً لتلك لرائحة.

لم يكن استثناء في التاريخ. الشعوب تبقى، وحتى سليمان أكلت الأرضة منسأته وخر على الأرض.

الحوثي كان منذ البدء قادراً على إحراق البلد لا على امتلاكه. كان ما لديه من الكبريت كاف لتقويض العمران لا لتحويل سكانها إلى عبيد.

وكان ما لدينا من غريزة الحياة، وحبها، ما يكفي لتحويل كل نيرانه إلى شمس، وإلى مواقد لطهي الطعام، وإلى مواعيد عشاق صغار.

هاهو وجماعته يتنفسون ببطء شديد كأنهم على حافة هاوية.

يا للسخرية. قدم من الكهوف يتحدث عن صفين، وهي معركة حدثت قبل فجر التاريخ أو لم تحدث قط. قصة في التاريخ صارت بعد رحلة الحمامة الثالثة، وقبل العصر الجليدي الصغير بستمائة عام!

وجاء ليجر أمة من القرن الواحد والعشرين ليعدل بها موازين حرب خاضتها الأمم التي جاءت بعد نوح، وقال إنه سليل أسرة عاشت قبل اختراع التدوين، ولا بد ان يكون سيد العصور لحديثة

سيذهب ويتلاشى وقد أحاطت به خطيئته

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص