2015-05-30 الساعة 09:41ص
أنا وأنت في حاجة إلى استراحة قصيرة نعود بعدها لميدان القتال، في هذه الاستراحة سأناقش معك من وجهة نظر درامية ثلاث أغنيات؛ الأولى لكيني روجرز (سيدتي.. Lady)، والثانية لطلال مداح (ماذا أقول وقد همت فيك؟)، والثالثة هي لتوني أورلاندو (الشريط الأصفر.. Yellow ribbon). أنا لا أناقش هنا اللحن، ربما يكون من الأوفق أن تستمع للألحان الثلاثة من خلال الشبكة العنكبوتية، أما أنا فمهتم فقط بالناحية الأدبية، الدرامية بمعنى أدق. يغني كيني:
سيدتي.. أنا فارسك، أتيت مرتديًا دروعي اللامعة، وأنا أحبك فأنت من جعلني ما أنا عليه، وأنا ملك لك.. يا حبي، هناك طرق كثيرة للقول، أنا أحبك. دعيني أحتويك بين ذراعي للأبد.. لقد ذهبت بعيدا وتركتني كالأحمق.. أنا ضائع في حبك.. آه.. كل منا ينتمي للآخر، ألا تصدقين أغنيتي..؟
سيدتي.. لسنوات طويلة ظننت أني لن أعثر عليك ولكنك أتيت وأعدت لي كياني.. دعيني إلى الأبد أستيقظ كل صباح فأراك، دعيني أستمع لهمساتك الناعمة في أذني. أمام عيني لست أرى أحدًا سواك. لا يوجد حب يماثل حبنا.. نعم، لقد انتظرتك طويلاً وسأظل إلى الأبد في حاجة إليك بجواري.
سيدتي.. حبك هو كل ما أنا في حاجة إليه، والمكان الذي أريدك فيه إلى الأبد هو إلى جواري. وهناك يا حبي شيء أريد أن تعرفيه.. أنت حب حياتي.. أنت سيدتي.
أنتقل الآن لأغنية طلال رحم الله الجميع، وهي أغنية محيّرة وكأن مشاكل كثيرة كانت تحيط بها؛ فهي من تلحين الأستاذ محمد عبد الوهاب، غير أنني استمعت لتسجيلات لها ليست على مستوى الأغنية. من الواضح أنها سجلت في غياب المطرب، واستغل صاحب التسجيل (التراك) الخاص بالمطرب. ولحسن حظي، لديّ تسجيل لها يبدأ بفاصل جميل من العزف على العود. ومن الغريب أيضًا أنني فشلت في التأكد من اسم مؤلفها، هل هو فتى الشاطي، أم فتى الشاطئ؟ من الواضح أن الاسم مستعار، لماذا يخفي إنسان اسمه عن عمل جميل يؤديه طلال مداح ويلحنه محمد عبد الوهاب؟ لنعد لنص الأغنية..
ماذا أقول وقد همت فيك؟ والسحر قد فاض من عينيك. والبدر يشكو من بهاك ويختفي، والورد يزهو من سنا خديك. والغصن يرقص شاديًا ويختفي ثم انحنى شوقًا على كفيك. تنوين يومًا بالوصال وتخلفي.. هلا وفيت لكم أغار عليك. جودي بوصل وارحميني وأنصفي.. إني جريح تاه في عينيك.
بالله رقي واذكريني واعطفي، إني جريح تاه في عينيك.. بالله رقي واذكريني واعطفي.. قد هام قلبي والفؤاد لديك.. إني لأذكر عهدك والصفا ويعلم الله أني لست ناسيك.
المعاني في الأغنيتين تذكرك بالمتسولين.. المحب هنا يذكرك بذلك المشهد الشهير بين محمد فوزي وليلى مراد. الكلمات هنا امتداد لفكرة تسيدت أغاني الحب لسنوات طويلة، وهي أن الحب والذل حليفان. عليك أن تكون ذليلاً للحبيبة.. إلى الدرجة التي قال فيها أحمد رامي.. عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك..؟
ويبدو أن هذه المقولة تحولت إلى قانون عند المحبين، فأصبح لدينا المحب الشحات.. إديني ميعاد لله.. إديني ابتسامة وحياة والدك.. سايق عليك السيدة زينب تبعتي لي نظرة والّا ابتسامة، حسنة وتنفع يوم القيامة