أهم الأخبار
كمال حيدرة

كمال حيدرة

ماذا سيكتب التاريخ عن الحزب الإشتراكي؟

2015-06-13 الساعة 10:39م

قد تكون بعض فصول التاريخ مزورة، غير ان التاريخ الحقيقي يبقى تاريخا، ولا يقبل الكتابة بلغة مواربة، أو الترقيع غير المحتشم.

ان كان التاريخ سيسجل شيء مما يمر به اليمن خلال الثلاث السنوات الماضية، فانه سيسجل ما يلي:

بينما كان القيادي الاشتراكي (الغولي) يقود أحد فيالق الفتح الحوثي لمدينة عمران، ومن ثم صنعاء، تعز، الضالع، عدن.. الخ، وبينما كانت بعض القيادات المحسوبة على الاشتراكي في تعز تشتغل كخلايا نائمة للحوثية والمخلوع، كأحمد هاشم، وسلطان السامعي، كان القيادي الاصلاحي (المخلافي) يقود لجان المقاومة الشعبية ضد جماعة من البرابرة والهمجيين المعبئين بأفكار من العصور الوسطى، تحاول لي عنق التاريخ للعودة بشعب كامل الى تلك النقطة التي خرجت من رحمها جماعتهم قبل اربعة عشر قرنا، وفي سبيل ذلك فقد هذا المخلافي ثلاثة من أقرب الناس اليه خلال ايام وجيزة.

سيسجل التاريخ: انه بينما كان معظم اليمنيين مشدوهين من الصدمة أن تظهر في أوساطهم جماعة بهذه الهمجية والبربرية، كان هناك عدد من الوجوه الاشتراكية تشتغل في مهمة تسويق هذه الجماعة المتخلفة بوصفها خلاصة "البؤر الثورية" التي ستخلص (المعذبون في الارض) من نير "القوى التقليدية" والامبريالية، الكومبرادورية.. الخ؛ ومن تلك الاسماء كان صلاح الدكاك، وطلال عقلان، ومحمد المقالح، وعلي البخيتي، والقيرعي (لينيني سابق) وغيرهم ممن تولوا مناصب قيادية في صفوف الجماعة وفي هياكلها الانقلابية.

سيكتب التاريخ: بينما كان ياسين نعمان الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي، وزعيمه المقدس، يحقق حلمه بأن يصبح سفيرا في لندن، ويؤدي اليمين الدستورية من فندق في الرياض، كان رفيقه الاصلاحي محمد قحطان وعدد آخر من القيادات الاصلاحية يقبعون كدروع بشرية في مخازن السلاح التي تستخدمها جماعة الحوثي والمخلوع في قتل أطفال عدن وتعز والضالع وبقية المدن اليمنية.

سيكتب التاريخ: بينما كان (الزمن اليمني) يشهد أحلك فتراته، مع انهيار الدولة، وانبعاث اسوأ العصبويات الاجتماعية، واندثار كل الآمال بوطن كريم لكل أبنائه، كان الحزب الاشتراكي يوصف كل هذا بأنه (أحد المنجزات الوطنية، ومحطة متقدمة على مسار العمل الوطني)، و (كأنه انقلاب)!!.

سيكتب التاريخ: في اللحظة التي لم يعد فيها من أحد (مستقل)، وكانت البلد منقسمة ضمن اصطفافين متقابلين، المستقبل والماضي، كان الحزب الاشتراكي يختار المنطقة الرمادية التي تعني بوضوح انه منحاز الى كل هذا الخراب الماضوي المتخلف.

ولأصدقائي الأنقياء في هذا الحزب: لو كنت أنا من سيكتب التاريخ لما كتبت هذا، ولحذفت كل ما يخص حزبكم، فأنا ما كنت لأرضى أن يكتب التاريخ بهذه الطريقة المخجلة لحزب طالما كنت أقرب اليه من أي حزب آخر.. اعتذر لكم، لكن اعتذاري لن يغير من الأمر شيء

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص