2015-06-15 الساعة 09:31م
الآن .. حصحص الحق ، هكذا صرحت زليخة ، و تحدثت عن فتاها الجميل وقالت : أنا راودته عن نفسه ! ، انتصر يوسف عليه السلام وخرج من سجن العزيز مكللاً بالنصر ، و استوى على خزائن الأرض و عرش مصر ، بعد أن كادت له النساء فأقعدته بضع سنين في السجن أسيراً و مختطفاً ، و ضعيفاً .. و أنجاه الله و أعطاه ما أراد ، لم يقل أحدٌ عنه أنه باع ضميره و استلم ثمن منصبه الجديد ، أو أنه هادن العزيز الذي لم نعرف إسلامه على دين يوسف الجميل ، أم ظل في ضلاله .
- تقهرك المدونات و تدكك التعليقات السمجة ، و يتوحش كل من وراء لوحة مفاتيح الحاسوب ، فيقولون: خائن و عميل و مرتزق ، يريدون أن تموت "شهيداً" ، هل تضمنون صفة الشهادة ؟! ، لا أدري كيف يوزع هؤلاء المجهولون رغبة الموت دون أن يمنحوا أحداً الحياة ، الله عز وجل لم ينفخ فينا من روحه كي تعبثوا بها بهذه الطريقة التافهة ، إنها روح الله وهي طاقتنا و فؤادنا و ضميرنا و عقلنا الذي لا يتحرر ، و لا يريد أن يكون له شيء من المنطق أو بقايا التفكير غير الحاسد .
- سأعطيكم مثالاً .. عاطفية الشعوب العربية تنساق وراء كلمة واحدة أو موقف متحاذق ، لتصف هذا بالبطل و ما دونه بالقبح و الجبن و أوصاف لا تكل عن التخوين و التدمير و الإساءة ، أتذكر رجال سبتمبر القديم ، و أشرئب بعنقي بحثاً عن هدف واحد أبقاه المستعمرون الجدد في مكانه ، فما وجدت ؟! ، أبحث أيضاً عن الجيش الذي فقد عقله فأستلمه الحوثيون في لحظة مؤسفة ، و أعلنوا أن "صالح" اليوم قد صار مُـهيباً ، هل يستحق الأمر كل هذه الجلبة و هذه النياشين و الرتب العسكرية ، ماذا سيستجد من صفة (المهيب) ، هل توقف القصف على عدن و تعز ، هل أنسحب الحوثيون من ذمار ، و إب ، و صنعاء ، كان عليهم أن يفاوضوا في عدن حينما طلب منهم المجتمع الدولي فعل ذلك ، و حين عاد الرئيس هادي إلى هناك و أحتفى به السفراء ، لماذا لم يذهبوا إلى هناك لعتابه ، إني أسألكم أيها المجانين .. لماذا لم تفاوضوا من موقع قوة و في قبضتكم العاصمة ، و ما زالت الدماء ساكنة في أوردتها و شرايينها ، لماذا استبحتم الوطن ؟ ، و أخرجتم قواتكم العتيدة من مخابئها لضرب الرئيس الشرعي !، وملاحقته ، من سيسمح بهذا الفوران الغبي ؟ ، أنا لا أبرر الحرب السعودية على الحوثيين ، فكل صاروخ يسقط في جوار المنازل و يؤذيهن ويمزق الضحايا يؤلمني ، فماذا سنفعل إن لم يكف مجنون "مران" عن التحدي ، لقد صار الأمر ممزقاً أكثر مما توقعنا ، هو يعرف أنه لا يملك أسباب نصره إلا في الكثير من الموتى الذين يجمعهم حوله و يضعهم في قوارب الدفن تحت أجداث البعث ، و كل من يرسلهم إلى الجحيم يقفزون كالجراد ، ثم يؤسرون و ينامون ، وحينما يستيقظون يبكون .. يقول أحدى الأسرى : أريد العودة إلى أمي ! ، أي مستقبل ينتظر اليمن و أهلها مخدرون بصرخة لم تجلب لنا غير الموت و العار و الدمار .
- لن ننتصر .. لأننا لم نحارب ، و لن نحمل السيف ، فما عاد لنا سواعد ولا رماح و لا شيء من عتاد الحرب التي أجد نفسي متسائلاً فوق أطلالها ، هل كانت هذه المعركة ضرورية ؟ ، هل كان إستبدالها بخيارات أنفع لكل يمني عظيم في داره إخوة و أولاد و أم و عائلة ، غير أن الحوثيين لا يؤمنون بغير السيف ، و الرصاص و الموت مذ نشأوا و هم في عويل و صعدة منكوبة بهم ، و قد تمددت لعنتهم فنكبت كل اليمن .
- سيف بن ذي يزن استعان بالفرس على الأحباش الذين أدخلهم والده ، و ما زال سيفاً خالداً و شامخاً لأنه انتصر ، و الأسود العنسي صار مذموماً و هو مقاوم حقيقي لأنه هـُـزم ، و كتب المنتصر تاريخه هو ، و نحن سننتصر .. لأننا أصحاب حق ، و لأننا نرفض الفحشاء و المنكر و الحوثي .. و أقم الصلاة !