2015-01-28 الساعة 11:36ص
في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار في 18 مارس 2013 التي عقدت في دار الرئاسة في السبعين صرخ الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي قائلا " يا صاحب نقطة النظام التزم الجلوس والا الباب يفوت جمل " كان هادي يوجه كلامه لممثل أنصار الله الذي كان يريد تسجيل موقف ضد تواجد السفير الأمريكي الذي حضر حفل الافتتاح .. اليوم وبعد أن دارت الأيام تلخصت كلمة السيد عبدالملك الحوثي أمس حول الرئيس هادي واستقالته التي وصفها بمحاولة للابتزاز وملوحا لهادي من منطق القوة أن الباب يفوت جمل باستقالتك.. للأسف العقلية اليمنية في السلطة كانت شمالية أو جنوبية اول ما تسيطر على زمام الأمور يبدأ بالاستعلاء والنخيط .. بالأمس نخط هادي حتى على مكون الحراك برئاسة محمد علي احمد بعد رفضنا المساومة وقبول التقسيم إلى ستة أقاليم .. واليوم الحوثي يرد بنفس تلك العقلية الاستعلائية والتي تهدد وتتوعد كل من يقف في طريقه ..
وهو الأسلوب الذي مارسه هادي وكشفته للعامة مكالمته المسربة مع مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك التي قال الحوثيون أنها وجدت في هاتف الأخير .
باختصار شديد نقول لكل من يعتلي كرسي الحكم بالصميل أو بتزييف إرادة الناس أنكم وجهان لعملة واحدة تبداون بالقوة والنخيط وتنتهون وستنتهون بأية طريقة تليق باستبدادكم وسؤ تقديركم في التعامل مع من يعارضكم الرأي .. بالأمس هادي واليوم الحوثي ونقول تعلموا من أخطاء بعضكم ومن خزى استعلائكم على مصير شعبكم .. ونقول للسيد عبدالملك الحوثي أن التلويح والوعيد للجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم بأنهم محرضين من قبل نظام هادي للابتزاز السياسي ، بأنك تردد نفس مصطلحات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قبل حرب 94 بأن من وقف مع الجنوب حينها وقف مع نائبه وقتها علي سالم البيض .. وإني أرى نفس سيناريو 94 يتكرر اليوم وبنفس الخطاب الذي يستفز أبناء الجنوب مع فارق بسيط أن البيض اعتكف بعدن وقتها وهادي معتقل الآن في صنعاء.. هل يعي السيد عبدالملك الحوثي أن لشعب الجنوب إرادة سياسية يجب أن تحترم اذا كان هو نصيرا لله وقائدا لأنصاره..
اللغة التهديدية المغلفة بنبرات الاستعطاف السياسي والحديث باسم الشعب لن تعد مقبولة اذا لا تحترم إرادة الشعب الجنوبي ..
وثق أخيرا أن لقاء الجمعة الذي دعيت إليه لاتخاذ قرارات تاريخية كما وصفتها ، اذا لم تحترم فيه إرادة شعب الجنوب في تقرير مصيره فإني ناصحا لك ومن الآن انك خاسر في الجنوب كما خسر صالح وهادي من بعده .. فهل تتعظون من أن الجنوب وإرادته ومعاناته منذ 94 وحتى اليوم سيظل لعنة أبدية لكل من يتجاهله أو يستعلي عليه أو يرفض حقه في تقرير مصيره ، فلكم من صالح وهادي عبرة لأن الأيام تدور وقضية شعبنا لم ولن تسقط بالتقادم ..
وأقول اختصار وبصدق للسيد عبدالملك الحوثي ان الدنيا دوارة يوم لك ويوم عليك.