أهم الأخبار
طارق البنا

طارق البنا

همسة على قبر القشيبي، وعلى ضريح الوطن!

2015-06-26 الساعة 01:40ص

همسة.. على قبر القشيبي ، وعلى ضريح الوطن! 
وفي هكذا يوم نتذكر فخامة الشهيد / حميد القشيبي. 
نتذكره رغم أننا لا ننساه ، فمثله عصي على النسيان!
أتدري يا حميد الاسم والفعل: 
كل من باعوك من الذكور أضحوا نساءً من بعدك...
ينتحبون ، ويولولون ، ويشقون صدورهم ، لم يعد بمقدورهم فعل شيء.. 
أهانت المليشيات كرامتهم ، ووضع صبيان مران أحذيتهم المضمخة بالتراب ، وبلون دمك في أفواههم ، فلم يعودوا قادرين على شيء سوى تمني الموت ، والموت لا يعانق الجبناء مطلقاً !
كل المشائخ والوجاهات والقادة وأصحاب الكروش المنتفخة ، كلهم أضحوا سراباً بعد رحيلك.. 
وحدك كنت الماء الحقيقي ، أما سراب أولئك فقد تبخر بعد أن ظنناه شيئا ، حتى إذا حانت لحظة انكشاف الأقنعة لم نجده شيئا ، بل وجدنا الحوثي عنده ، والذل وكثير من الارتزاق والهوان ، وكل العار هناك!
أتدري يا فخامة الشهيد: 
لقد مر عام مذ رحلت ، عام توالت فيه أحداث كثيرة حتى بدا أشبه بألف عام ..
عام ظهر فيه (قشيبيون) جدد ، ثاروا على مستنقع المليشيات الذي أرادوا جرنا اليه جميعاً ، هناك حيث ماء الوهن الآسن ، ومخلفات الزعيم الرجيم ، وفضلات السيد المعتق بنبيذ الحق الإلهي المزعوم!
قشيبيون جعلوا من دمك عطراً يبدد كل روائح العفن ، وجعلوا من بقايا قدمك المكسورة مصدراً لاسترداد كرامة الوطن الكسير.. 
الوطن الذي انكسر حين فرط بقدمك!!!
يا فخامة العميد ، يا سيادة الشهيد: 
هل سمعت عن الحسن أبكر ، حمود المخلافي ، الشليف، عادل القميري ، العرادة ، يوسف الشراجي... الخ 
هؤلاء جميعاً وهجٌ من وهجك ، نورٌ من نورك..
هؤلاء حصاد غرسك ، نبتوا من الأرض التي رويتها بدمك.. ورحلت!
نحن لم نمت يا حميد ، لا زلنا نكمل دربك ، وإن غادرنا الحياة فلن نغادرها إلا على طريقتك!
مات من خانوك ، وأُذل من بعدك من أرادوا إذلالك ، وجميع من باعوك بأثمان باهضة ، باعتهم أقدار الإله وتدابير الأيام بثمن بخس.
ها نحن شباب وطنك الذي سعيت اليه نتلمس خطوك وخطاك ، نقتفي أثر قدميك أو بالأصح قدمك الوحيدة وعكازك ونسير إثرها في طريق الكرامة..
نواجه قاتليك ومن تحالف معهم ، ونقدم أجسادنا قرابين لهذا الوطن العليل ، علّه يطيب!
نحن لابسو الجينز وواضعي الجل على الشعر نثأر لك من قاتليك ، وننتقم أكثر من الخونة من عيال عمومتك ، من مشائخ العار الذين أصموا آذاننا بأصوات (تفاحيط) مواكب سياراتهم الفارهة ، وقتلونا بعنجهيتهم ومناطقيتهم المقيتة ، وبنظرات الازدراء التي كانوا يطالعوا بها أي برغلي.
نحن البراغلة وبلا فخر نواجه قاتليك بشجاعة ، فيما بقي مشائخ قبيلتك ممن باعوك في منازلهم قيد الإقامة الجبرية ، بقوا مع النساء ، يحرسهم فتى من مران لا يتجاوز عمره العشرين ، يصرخ بهم كل حين: أسرعوا يا..... ، هاتوا الكعك حق المجاهدين!
أدري انك ستحزن وانت تسمع أن كل اولئك المشائخ اقتصرت مهمتهم على إعداد الكعك لمجاهدي السيد ، مع النساء ، لكن لا تبتئس.. 
إحزن فقط على النساء ، إذ كيف جلبوا لهن كل ذاك العار ليشاركهن إعداد الكعك.
المهم ، نم بسلام يا سيادة العميد.. 
نم وانتظر أخباراً تسرك ، أو افسح لنا مكاناً وانتظر وصولنا الى جوارك
ليس ثمة خيار ثالث.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص