أهم الأخبار
فريق طبي سعودي ينقذ مريضة تعاني من أمراض القلب الروماتيزمية بعدنالمدعي العام الألماني: اعتقال مواطن يمني ينتمي لجماعة الحوثي شارك في معارك مأربفي الذكرى 35 للوحدة اليمنية.. العلم الوطني يعيش غربة على أرضه وبين أبنائهإدارة الأمن ومحور الغيضة في المهرة يتسلمان 25 مركبة عسكرية دعماً من السعوديةالاتحاد الأوروبي يعلن عن حزمة مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 90 مليون دولارفي تهنئة للرئيس بمناسبة ذكرى الوحدة.. رئيس مجلس الشورى: من يريد السلام عليه أن يستعد للحربالمخلافي: 22 مايو هو العيد الوطني لليمن ولن تحقق الشرعية الانتصار على الإنقلابيين إذا كان فيها من يمارس الإنقلاب على القانونالداخلية السعودية: القبض على 6 أشخاص بينهم يمنيون اعتدوا على عامل توصيل وسرقوا دراجته في الرياضحذر من "مقامرة اقتصادية خطيرة".. الإعلام الاقتصادي يقول إن الحكومة تدرس خيار طباعة كميات جديدة من العملة المحلية لتغطية عجزهاإعلام حوثي: مقتل صيادين وإصابة ثالث إثر تعرض قارب اصطياد يمني لإطلاق نار من البحرية الإريترية
سام الغباري

سام الغباري

المسيرة الفئرانية "1"

2015-06-26 الساعة 11:57م

ماذا فعلت "عدن" لتواجه الحوثيين هكذا .. فجأة ، خرج التتار من جحورهم وكهوف السنين الماضية لقتال الحاضرة الأهم في تاريخ اليمن و ارتكاز مستقبلها المفترض ، قبل قرن كانت عدن تغني "المزيكا" و بدأت قبلها بعقدين في تأسيس جمعيات الرياضة عام 1902م، بتأسيس نادٍ للتنس العدني ، وقبل أن تصبح كل مدن اليمن مدناً حقيقية كانت "عدن" أول مدينة فعلية في تاريخ اليمن ورد ذكرها في "سفر حزقيال" في العهد القديم كأحدى المدن ذات العلاقة التجارية مع صور اللبنانية كونها أحدى المحطات المهمة لتجارة التوابل التي كانت منتعشة لمدة ألفية كاملة ، عدن هي البندر الذي يعني المدينة العصرية .!

- اذاً .. من يتذكر تغريدات "حسن زيد" وهو يتحدث عن ضرورة ترميم بيوت الريف لاستخدامها في حالات النزوح ! ، تلك لم تكن نبوءة ، ولكنها جاءت ضمن سياق مخطط بشع استخدمت فيه صعدة واقليم آزال كرأس حربة لقتال الحواضر اليمنية وإبادة ملامح المدنية التي ترفض الهمجية العقائدية والبداوة الريفية المؤلمة القادمة من شمال الشمال اليمني كنقيض مباشر ومؤسف للحضارة اليمنية التي تشبثت بالدماء والدمار على مدار التراتب الإمامي القادم من "صعدة" إلى أن وصل الشمال اليمني لمرحلة سحيقة من الصراع والقتال العبثي المخزي .

- ذلك هو تاريخ "صعدة" المتخلف ، يقابلها تاريخ "مأرب" على بداوتها الراهنة الا أنه يحمل قيم وشيم الطبيعة اليمنية الشماء مسنوداً بدليل تاريخي لا يُكذّب وهو القرآن الكريم إذ تحدث عن تجربة العقل والشورى والحكمة السبئية حتى جاء الفئران فهدموا سورها وسدودها وأغرقوا اليمن في حالة نزوح جماعي عصيب ، ومجاعات قاتلة أهلكت الحرث والنسل ، الفئران دائماً ليست بالضرورة أن تكون تلك المخلوقات الصغيرة التي تعشق الجبن ، هناك فئران على هيئة بشرية تقرض كل شيء ، ومنها هذه " المسيرة الفئرانية" التي تتحرك من "صعدة" بواجهات مقدسة لا يمكن أن تتحدث عن شيء مهذب سوى أنها عين التخلف وقلبه وعمقه ومرتكزه .

- تعز هي الأخرى تواجه بربرية الفئران المقدسة .. تعز المدينة الجميلة التي ربتنا وعلمتنا و درستنا واطعمتنا و احتضنتنا واحبتنا و رددنا معها نشيدنا الوطني ، تعز التي لا تملك الا المحبة والسلام تتقدم اليها الهمجية المتعفنة بماضيها الدموي وطائفيتها القبيحة ، تعز التي أسلمنا على يدها ، وفيها بُني أول جامع في اليمن ، جاء الذين ارتدوا مع "مسيلمة" ليعلموها الاسلام المنحرف ! ، الدهشة عميقة لكن الحقيقة أكثر ادهاشا ومرارة .

- عدن مرة أخرى .. كانت مصدراً للتعايش الديني الجميل ، عدن تجربة القومية والاشتراكية والناصرية ، عدن التي ما استقرت ورغم تجارب الدماء التي خاضها حكامها المتعاقبين لم تشهد قدرة حمقاء أكثر مما تشهده الآن مع بغي "صعدة" التي تخجلني كثيراً ككاتب ينتمي جغرافياً لمنطقة يشارك بعض أهله في ذلك الغزو المهين .

- الاعتذار لا يكفي لعدن أو مأرب أو تعز أو الجوف أو أي مدينة من مدن الحرية التي تقاوم بنشاط و محبة هذا الغزو الفاضح و تلك البريرية التي نسجلها اليوم كإحدى أشد مراحل اليمن انحطاطا ، لكني على ثقة مطلقة أننا اليوم نصحح مسار الثورات العظيمة ، وأن 21 سبتمبر 2014م كان الانتكاسة الكبرى في تاريخنا .. و دائماً ما تكبو الجياد الأصيلة ، وماتلبث أن تنطلق في مضمار العلم والحضارة متجاوزة كل الفئران التي ستسقط في شباك الحقيقة والوعي ..

.. وإلى لقاء يتجدد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص