2015-06-27 الساعة 04:02م
لم تكن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» على علم مسبق بأن زعيم تنظيم القاعدة في اليمن كان ضمن المتشددين المشتبه فيهم، والذين استهدفتهم غارة مميتة نفذتها طائرة من دون طيار مؤخرا، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين قالوا إن العملية أجريت عملا بالخطوط الإرشادية لمكافحة الإرهاب.
وقال المسؤولون إن ناصر الوحيشي، الذي كان كذلك الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة بشكل عام، قُتل في «ضربة البصمة»، التي يسمح من خلالها للاستخبارات المركزية بإطلاق النار بناء على أنماط نشاط المتشددين حتى ولو لم تكن الوكالة على معرفة بهويات أولئك الذين يمكن أن يتعرضوا للقتل.
ويوحي هذا الكشف بأن الاستخبارات المركزية تواصل توظيف وسيلة استهداف مثيرة للجدل، كانت الإدارة أشارت في 2013 أنها تعتزم التخلي عنها تدريجيا، وبخاصة في اليمن. وقال مسؤولون أميركيون إن الحملة ألحقت أضرارا بفرع تنظيم القاعدة في هذا البلد، حتى بعد أن توقفت عمليات مكافحة الإرهاب التي تجريها الولايات المتحدة بالاشتراك مع اليمن قبل عدة شهور مضت. وقد نفذت «سي آي إيه» وقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية ما لا يقل عن عشر غارات في اليمن منذ يناير (كانون الثاني)، وهو رقم يقترب من إجمالي الغارات عام 2014.
وتنتقد جماعات حقوق الإنسان بشدة استخدام ضربات البصمة. وقال جميل جعفر، محام أول في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية: إن من شأن اللجوء لمثل تلك الضربات أن يلقي بظلال كبيرة من الشك على تأكيدات الإدارة حول الضوابط المفروضة على استخدام القوة المميتة.
وقال جعفر: «إذا كانت الحكومة تقوم بتنفيذ ضربات البصمة في اليمن، فإن على الإدارة أن توضح ما إذا كان، وإلى أي مدى، وعلى أي وكالة، تم فرض هذه الضوابط فعليا... لقد تبين أن الكثير جدا من تأكيدات الحكومة بشأن سياساتها إما منقوص أو مضلل أو حتى مزيف».
رفضت «سي آي إيه» التعليق على قتل الوحيشي أو أي من جوانب عمليات الطائرات من دون طيار التي تنفذها الوكالة في اليمن. ولكن المسؤولين الأميركيين يصرون على أنه لم يكن هناك أبدا حظر شامل على استخدام ضربات البصمة في هذا البلد.
لم يرد البيت الأبيض على الأسئلة حول الظروف المحددة لمقتل الوحيشي أو ما قال مسؤولون سابقون وحاليون إنها كانت تغييرات في الخطوط الإرشادية للاستهداف المميت.
بينما عزا مسؤول استخبارات أميركي مقتل الوحيشي وغيره من عملاء «القاعدة» في الشهور الأخيرة إلى «معرفة تراكمية تكونت لدينا» عن الشبكات الإرهابية في البلد.
وتشير هذه اللغة ضمنيا إلى هزيمة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن، التي كانت تعاونت بشكل مكثف في عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أميركي كبير سابق في مجال مكافحة الإرهاب عمل في ظل إدارة أوباما: «إذا كانوا قد ظفروا بالوحيشي بهذه الطريقة، فسيزيد هذا من ثقة أولئك الذين يؤيدون مزيدا من ضربات البصمة».
وأضاف: «سوف يكونون معذورين تماما في تفكيرهم بأنهم في عالم مختلف تماما عما كانوا يعتقدون وهم على أعتاب العام 2012» عندما كان يجري العمل على إكمال خطة العمل. فقد شهدت السنوات التي مرت منذ ذلك الحين ظهور جماعات جديدة قوية، بما في ذلك «داعش»، الذي قطع رؤوس أسرى غربيين واستولى على أراض في العراق وسوريا.
عندما تم الكشف عن هذه الخطوط الإرشادية للبيت الأبيض في 2013. قال مسؤولون كبار في الإدارة إن الأهداف كانت تتمثل في «الحد من» إن لم يكن استئصال، استخدام ضربات البصمة في اليمن. وقالوا: إن هذه الطريقة سوف تظل مستخدمة بالأساس في باكستان، حيث تم استخدام الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية لملاحقة «القاعدة» وكذلك القضاء على المتشددين الذين يتم اعتبارهم بمثابة تهديدات للقوات الأميركية في أفغانستان.