أهم الأخبار
إبراهيم الحمادي

إبراهيم الحمادي

4 سنوات على إعتقالي

2015-07-18 الساعة 05:37م

كل يوم أضع يدي تحت رأسي .. وأبدأ بمتابعة فلم حياتي على شاشة مخيلتي من على سريري .. تنزل دمعتي بعفوية .. أحاول أن أخنقها إلا أنها تخنقني.

تنتابني بعض الحالات دائما .. أجدني واقفاً أمام جدار زنزانتي .. اقترب منه أكثر فأكثر .. أحاول أن أذوب أحلم بأن أكون رجل (أنيمي) خارق ينفذ من خلال الجدران .. اشتقت لحريتي .. اشتقت لأمي وأبي .. اشتقت لزوجتي .. اشتقت لطفلتي (غزل).

 

اووووه أنا أسف نسيت أمسي عليكم

مساﺀكم حرية أحبابي

مساﺀكم (FREEDOM)

مساﺀكم التقاء عيون فقدتها أنا منذ (4 سنوات) ولا أعلم كم سأفتقدها فالعلم عند ربي.

يااااااااه كم افقدني السجن الذاكرة وترتيب الكلام

نسيت أيضا أن اعرفكم بنفسي ...

 

أنا إبراهيم حمود الحمادي ذلك الشاب الذي تحدثت عني مقالات الصحف والمواقع الإلكترونية تكلمت عني القنوات الفضائية وكنت حديث بعض الإذاعات المحلية .. قضيتي كتبت عنها المنظمات العالمية (هيومن رايتس ووتش – المنظمة السامية لحقوق الانسان – الصليب الأحمر الدولي) .. علم بقضيتي السياسي الكبير .. والكاتب المخضرم .. باختصار قضيتي عرف وسمع بها القاصي والداني.

ها أنا اليوم أطل عليكم في ذكرى مرور 4 سنوات لاعتقالي .. وعلى مدى تلك السنوات وحتى اليوم تنزف جراحي خلف القضبان.

بالأمس كنت أحلم أن يكون لي وطن حر تسوده المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية بين أفراده.. كان حلم ... وكان الواقع أن أقبع داخل زنزانتي لوحدي بلا أنيس أو رفيق درب

خسرت حضن أمي التي كنت أتمدد على رجليها بعد كل صلاة فتداعب شعري بيديها

خسرت جلسات أبي التي كنا نناقش فيها قضايا تتنوع بين الفقهية والادبية والسياسية والتاريخية

خسرت حنان زوجتي التي غبت عنها بعد عامين من زواجي.

خسرت أبنتي (غزل) التي تركتها وهي بنت سنة واربعة أشهر وهي الآن بنت الخامسة والأربعة أشهر .

 

هذا أنا إبراهيم حمود الحمادي ..

معتقل الثورة الشبابية الشعبية والسلمية فبراير 2011م منذ ذلك العام وأنا بعيد عن أهلي واحبابي بعيد عن بيتي الصغير الذي كان يجمعني بزوجتي وابنتي ..

كم اشتاق واتضور شوقا الى العودة بيتي .. اعلم يقينا أنكم متعبون بدوني (زوجتي - ابنتي)

 

أواه يا غزل .. كبرت يوما بعد يوم وعاما بعد عام وانا بعيد عنك .. ذهبت الى المدرسة مع أمك وكم كنت احلم بذلك اليوم .. أن اكون معك .. أمسك بيدك الصغيرة ونذهب سويا الى مدرستك .. واعيدك الى المنزل .. كم احلم بأن اذاكر لك دروسك البسيطة الصغيرة والتي تملؤها اغاني الاطفال وحركاتهم.

سامحيني يا غزل .. فأنا كان حلمي أن يكون اليمن افضل لك .. ولكن للأسف أنا في زنزانتي وانت في زنزانة أسمها اليمن.

زوجتي حبيبتي .. نور عيني .. بلسم جروحي اربع سنوات مرت من أعمارنا بعدين عن بعض .. اجمل ايام اعمارنا عشناها بعيدين .. حرمتني هذه السنين عنك ولحديثك العذب .. اشتقت الى الجلوس معك .. الى غرفتك .. الى مجادلتك .. الى مشاغبتك .. اشتقت الى العمل معك في شئون بيتنا آآآآآآآه يا قلبي كيف اعيش بدونك؟!!

 

اقضي السنون في ظلمات ثلاث

ظلم سجني

وظلم ليلي

وظلم وطني

 

أنام مع قاتل محترف ومجرم شاذ ومدمن مخدرات .. ومع اشخاص ايضا أمثالي لا يعلمون لماذا زُج بهم إلى السجن ..

تنزل دمعتي .. أتوسد ذراعي .. واستمر في متابعة (فيلم) حياتي .. في نصف الليل أقوم لأصلي قيام الليل (ساعات بكاء) تنزل علي .. وطني حرمني حريتي .. ثورتي تركتني اسير زنزانتي .. مؤلمة هي حياتك بدون حرية.

كلنا في هذا المكان نتوق للـحرية .. نحاول بقدر المستطاع ان نخترع الطرف والدعابات لنخفف الضغط الحاصل علينا .. من حولنا يظن أننا أسعد من في الارض .. هكذا علمتني القضبان كيف أقتل من حولي بابتسامتي.

هكذا نحن كل يوم نجتمع مع السجناء من حولي .. نحكي همومنا وأحلامنا .. كيف كنا بالأمس وكيف صرنا اليوم ..

 

أحلامنا شتى إلا أن حلما واحدا يجمعنا

نعم

كما توقعتم أنتم .. حلم الحرية

 

أنا هنا منذ أكثر من 1460 يوما

رمضان الخامس ولى وأنا قابع هنا

وقضيت 9 أعياد خلف القضبان.

 

يا الله كن معي ولا تتركني في محنتي

سأعود اليك يا غزل .. سأعود عليك يا أم غزل

سأعود اليك يا أبي وأمي

 

أعلم يقينا أن بعد الليل فجراً .. وأن بعد الظلام نوراً .. وأن بعد العسر يسرا

لا تنسوني من صالح دعائكم

 

ملاحظة:

الزمن: 18/7/2011م

المكان: منزل أخي

الحدث: اعتقال إبراهيم حمود الحمادي

ناشط شبابي في الثورة الشبابية الشعبية السلمية

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص