2015-02-01 الساعة 11:27ص
المشكلة الطائفية لا تعالج بطائفية مضادة.. ومع تفاقم الاقتتالات والدماء سنؤمن حينها بأن التطرف ليس حلاً وإنما المدنية هي الحل. على أن الطائفي بحسابات غير فاضلة وغير ناضجة على الإطلاق، كونه ببساطة بحسابات بدائية همجية وأنانية مهووسة بالعصبويات وباحتقار الآخر تماماً..فيما المدنية تعني ببساطة أن يكون الانتماء للوطن لا للطائفة.
وعلى المثقفين والمناضلين العمل الموضوعي لتحقيق هذه الأهداف النبيلة وإدانة سياسات تغذية الولاءات الصغيرة فضلاً عن أن نحترم التعددية في إطار أن يكون القانون والديمقراطية مرجعية الجميع في الحقوق والواجبات.
إن السعار المذهبي يقلقني جداً وخصوصاً في اليمن، وعلى فقهاء ووعاظ التطرف التخلي عن سياق النزعات البدائية وتدمير النسيج المجتمعي. وليس من منقذ للجميع من فظائع الطائفية غير المشروع الوطني الكبير.
ثم ان مأساة الطائفية تكمن في كونها لا يمكن أن تتوقف بالطائفية على الإطلاق. بقدر ما تتواصل هذه العملية التدميرية الرهيبة وتتفاقم بالضرورة مع كل تأجيجات وإضمارات شهوة الانتقام والحقد والاستعلاء.. كذلك في ظل استمرار الذهنية الطائفية اللاوطنية تستمر تهتكات النسيج الوطني وعنف الثارات والحروب الداخلية والكراهيات، بينما يتمادى شكل اللادولة والإقصاء وعدم القانون واللاعدالة واللاديمقراطية أيضاً ..