2015-08-20 الساعة 10:53م
من يصنعون التحولات ليسوا بحاجة الى الألقاب والوظائف ، ومن تستظل الشعوب بقلوبهم لا يفكرون بالطرق التقليدية بتاتا، عندما احدثكم عن قائد المقاومة حمو سعيد المخلافي ثقوا باني لا احدثكم عن تعز فقط، لكني احدثكم عن اليمن بكل تفاصيلها، تذكروا فقط عندما لاحت بشائر النصر في تعز كان علم الجمهورية هو الوحيد الاعز والارفع، وهكذا سيظل دوما..
من قدم لليمن نفسه ودمه "الدكتور اسامة والرائد عز الدين" والمئات من اعز الرجال لا تقترب صفاته من صفات الباحثين عن "محافظة" ، ولن تكون محافظة تعز "كعب اخيل" لقائد المقاومة، فالاساطير لاتغني عن الواقع شيئا، وشعبنا هو من يرى، ويسمع، ويلمس وهو من يحكم بنفسه.
في ظل هذه الاراجيف التي يطلقها اعداء هويتنا اليمنية ضد المخلافي لانهم يدركون ان حرب الهوية وكسر الارادة اليمنية لن يتم في وجود هذا المخلافي العنيد، لو كان يريد وظيفة كانوا سعوا له فيها هم، وقد فعلوا مرارا منذ 2011 وما قبلها، لكن من يحمل بذور الهوية اليمنية ومن جذره أعمق لا يمكن ان يكون الا اينما يريده شعبه.
في صباح اليوم كنت قد تحدثت الى قائد المقاومة حمود المخلافي في موضوع قبوله ترشيحه محافظا لمحافظة تعز ، وهو بالمناسبة يشكر كل من اجتهد وقام بترشيحه، ويرفض قبول اي منصب ، ويقول : "ان مهمة انقاذ تعز هي اهم وظيفة الآن واليمن يستحق منا اكثر".
بهذا الحديث انهى جدلا لا يستحق ، خاضت فيه بعض الأوساط المشبعة بالضجيج ، مع ان النصر لم يكتمل وما زال هناك بؤر خارطة التحرير تحتاج الى تطهير من الغزاة..
ليس هذا غريبا على قائد المقاومة فهو على خطى القائد المؤسس الشهيد عبده محمد المخلافي، الذي اعاد ترتيب المعادلة اليمنية من جديد، فهو منذ ذهابه الى مكة والقاهرة، وعودته حاملا هم امته اليمنية التي كادت ان تختفي تحت وقع الضخ الامامي الذي استهدف هوية الشعب اليمني، تحت مسميات مذهبية ودينية ما انزل الله بها من سلطان.
كان المخلافي المؤسس لما سمي حركة الإخوان في اليمن يعلم علم اليقين ان شعبنا المسلم تمزقت هويته باستخدام الاغراب (للدين والآل) للوصول الى أحلامهم وتسلطهم وكهنوتهم، فاعاد تصحيح بعض مفاهيم التدين واعلى من شأن الهوية اليمنية، واعاد لها اعتبارها من تعز حتى صعدة.
ولذلك اليوم يخيفهم لقب "المخلافي " وفعله المقاوم لانه سيذهب بنفس الطريق لاعادة الهوية للذات اليمنية، ولذا ترون ان ما يضخونه حوله يوزاي كل ما يضخونه حول التحالف، يقولون : "نحن نحارب امريكا السعودية و حمود المخلافي".
لو لاحظتم أيضا لا تخيفهم اية مفاهيم او اية ايدلوجيات الا تلك التي تعيد لليمن هويته الحقيقة، فمنذ قرون و"اسم اليمن" يقلقهم لانه اسم جامع لكل الشعب ،فقسموا المقسم ،وفتتوا المفتت، وضخوا كل النعرات لتبقى الأقلية حاكمة ومتحكمة بالاكثرية.
المخلافي المؤسس بجهوده في ترميم الذات ، وتجميع الهوية كان عمله اكبر من مسمى حركة الاخوان في اليمن برمتها، وفعل قائد المقاومة المخلافي اليوم أكبر من مسمى "الاصلاح" ذاته، ودائما من ينزلون إلى الميدان بجهودهم وبساطتهم وتواضعهم وهويتهم اليمنية الخالصة يكونون اكبر من المسميات مهما تم تضخيمها.
وعندما تكون اليمن هي القضية تكون كل المسميات ساقطة، وكل الايدلوجيات ساقطة، وكل الاهداف الخاصة ساقطة، وكل العصبيات ساقطة، فقط اليمن هي القيمة وهي القضية وهي الشأن ومن الناس من يتماهى مع هذه العظمة ومن هم من يظل يدور حول ذاته.
تعجبت من بيان احد الاحزاب الساقطة بسقوط الدولة في صنعاء يرفض ترشيح المخلافي ، وضحكت كثيرا وقلت هذه الاحزاب كلها لم تدرك بعد سقوطها، ولم تلاحظ حتى اللحظة ان المقاومة هي لأجل إعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة للميدان من جديد، بما فيها تلك الأحزاب التي تبحث عن حصص وقت الحرب، وكأن الوقت بحاجة الى مشورات وجلسات حزبية وادعة في مقر بشارع الضبوعة او شارع الرباط ، وكأن قذائف الكاتيوشا والهاوزر والهاون لم تستطع ايقاظهم من سباتهم.
يمثل اليوم حمود سعيد رمزا للمقاومة اليمنية، وعلما من اعلام ترميم الذات والهوية اليمنية، وهذه نظرة الشباب وكافة اطياف المجتمع اليمني له من صعدة حتى سقطرة، في سفر الخلود يسجل اسمه التاريخ، ولسنا نحن، وبيض فعاله، وقوته، وحزمه، وعزمه، وشدته في ميدان المقاومة تشهد أيضا.
عندما قال البردوني:
يا «مصطفى«، يا كتاباً من كل قلب تألف
ويازماناً سيأتي يمحو الزمان المزيف
لم يخطئ في وصف قائد المقاومة ابدا، فروح اليمن التي تسري فيه تفسر لنا معنى الكتاب الذي تألف من كل قلب.
وفي معركة الكرامة والذات اليمنية لسنا بحاجة الى ايدلوجيات تعيقنا ولا الى احزاب ورطتنا، وخدرتنا واوصلتنا الى هذا اليوم، نحن بحاجة الى التفاف حول قضيتنا في بناء الدولة، والتفاف ودعم واسناد للمقاومة حتى تنجز لشعبنا ما لم ينجزه اسلافنا في قرون خلت واليمن من ضياع الى ضياع.
فارحموا شعبنا من ضجيج ليس بحاجة اليه، فحاجتنا اليوم لانتصار المقاومة والارادة اليمنية اعظم من حاجتنا للماء والهواء..