تأخر الحسم في تعز .. لا مبرر له (حلقة 2)

حاولت جاهداً تفسير أسباب تأخر تحرير تعز وتوصلت في الحلقة الأولى الى مجموعة من الأسباب، وفي هذه الحلقة الثانية نورد التحليل التالي والذي ركز على الضغط و الموقف الأمريكي و الدولي والاممي ... وسيليه عدد من الحلقات ان شاء الله.

• من الملاحظ ان الامريكان كانوا رافضين تحرير عدن او غير راضين على ذلك وتزامن تحرير عدن مع انشغال الإدارة الامريكية بتوقيع الاتفاق النووي مع ايران وتعرضهم لانتقادات قوية الداخل الأمريكيين وأبدت السعودية وإسرائيل عدم رضاها عن ذلك الاتفاق وتزامن ذلك مع تضاؤل الضغوط الأمريكية على السعودية والتحالف حول الملف اليمني سيما أتاح لهم اطلاق عمليات السهم الذهبي لتحرير عدن

• يعتقد ان الامريكان ضغطوا على التحالف بالتوقف في حدود عدن وعدم التقدم لتحرير العند ولحج وهو ما رفضه التحالف والسعودية لان عدم تحرير العند يجعل عدن مهددة بالسقوط مرة أخرى في أي وقت، كما يجعل قوات التحالف في عدن تحت التهديد، ونجاحها بتحرير عدن معرض للانتكاسة وبالتالي يمكن نسف تلك الجهود وانعكاس ذلك على معنويات المقاومة في كل الجبهات

• ترافقت الضغوطات الامريكية على التحالف بإصرار اعلامي كبير من الحوثيين بانهم ما زالوا مسيطرين على عدن خصوصا اشتباكات قوية بينهم وبين المقاومة وقوات التحالف ولم تصرح قيادات الحوثي السياسية والإعلامية بهزيمتهم في عدن

• الامر الذي جعل الضغوط الامريكية يصدر الى عبدالملك الحوثي بقبول حلول سياسية والإعتراف الجزئي والضمني بهزائمهم بعدن وهو ما جاء على استحياء ومكابرة .

• في اليوم التالي للخطاب حشدت المقاومة وقوات التحالف عسكريا لتحرير العند ولحج كون الحوثي مازال يهدد بدحر العملاء واسقاط عدن ثانية وهو مالم يعترف به صريحا، وبينما استغرق تحرير عدن 2-3 أيام ثم تحرير قاعدة العند 3-6 أيام

• بحد تحرير قاعدة العند توقع الامريكان والحوثيين وصالح ان ترتفع الأصوات الإعلامية للجنوبيين والمقاومة في عدن والضالع ولحج مطالبة بالإنفصال وانها ستتوقف عند ذلك الا انهم تفاجأوا بعدم وجود ذلك، بل صعدت المقاومة والجيش الوطني والقوات الحكومية لهجتها بأنها متجهة لتحرير تعز وفي طريقها لتحرير كل اليمن ، خصوصا تصريح وزير الداخلية بتحرير تعز خلال يومين .

• لم تمض سوى ساعات من اعلان المقاومة تحرير قاعدة العند والسيطرة عليها,,, انطلقت تصريحات ولد الشيخ بوجوب الحل السلمي والسياسي واطلاق مبادرة سلمية ، بعد حدوث انهيارات كبيرة في صفوف الحوثيين وصالح مع تقدم المقاومة في مختلف الجبهات .. وكان الموضوع القاء حبل نجاة للحوثيين وصالح ... وقد لا يكون التعبير دقيقاً انهم يلقون حيل نجاة للحوثيين بل ان الامريكان والاوربيين يهمهم بممارسة تلك الضغوط محاربة الإرهاب خاصة في ظل ما بشاع ان القاعدة تقاتل الحوثيين في صفوف المقاومة ، ومن هنا تاتي الضغوط الخارجية من مواصلة تقدم الحيش الوطني والمقاومة باتجاه تعز لتحريرها من مليشيات الحوثي وصالح وإعطاء القاعدة مساحة أوسع بالتمدد في المحافظات . وعليه فان الامريكان يضغطون من اجل بدء الجيش الوطني والحكومة الشرعية بمحاربة القاعدة بعدن، وومن هنا أيضا جاءت كلمة الحوثي وترحيبه بالحل السياسي ومن ثم اتاحة حلول سياسية

• في ليلة وضحاها وبشكل مفاجئ ذهب ممثلي الحوثيين للتباحث في مسقط استجابة للموقف الأمريكي وظاهره الموقف الاممي وللتعبير عن رغبتهم بالحل السياسي

• ترافقت تلك الخطوات والتحركات السياسية والدبلوماسية من قبل ولد الشيخ و تجاوب سريع من قبل الحوثيين بتراجع ميداني وعسكري للحوثيين ... وضغوط اممية كبيرة على التحالف والسعودية لايقاف الضربات وعدم دعم المقاومة من خلال الزيارة الخاصة لرئيس الصليب الأحمر الدولي وحديثه عن الوضع الإنساني الكارثي باليمن بسبب الحرب وووو ...

• من غير المستبعد ان ولد الشيخ وجه تحذير للرئيس هادي والأمين العام للمجلس التعاون الخليجي الزياني من الاقدام على تحرير تعز كما حدث في عدن والعند

• بعدها اتجهت الأنظار صوب تعز الا ان ما حدث هو تحرير محافظة ابين

• أمريكا ومعها الأمم المتحدة تعتقد انها لن تسمح بتحرير صنعاء مثل تحرير عدن وعلى الأرجح ان تأخر الحسم بتعز سببه الضغوط الدولية، وإذا كان المجتمع الدولي يمارس ضغوطات شديدة أدت الى تأخر تحرير تعز، فمن المتوقع ان يمارس ضغوطات اشد لمنع تحرير صنعاء وحسم الموقف عسكريا

• وقد يعزى السبب الرئيسي في تأخير حسم معركة تعز الى الضغوط الدولية على التحالف العربي لحسابات دولية وإقليمية معينة، وكما تم تحرير عدن بعد فشل مشاورات مسقط وفشل مفاوضات جنيف السابقتين ، فانه من المؤكد ان يأتي تحرير تعز – ان لم يكن صنعاء- بعد مشاورات مسقط الفاشلة الأسبوع الماضي .