2015-09-03 الساعة 10:53ص
تخوض تعز معركة اللحظات الأخيرة مع المليشيات.. المليشيات تعد بقلق السويعات المتبقية من عمرها في تعز.. رغم تعزيزاتها العسكرية الهائلة والمستمرة ..
إن الانتصار الذي حققته المقاومة بتحرير أجزاء كبيرة من تعز, رافقته تغطية إعلامية واسعة وممتازة, ربما حسمت الأمر أكثر مما حسمه الميدان, وأنزلت أكبر هزيمة بالمليشيات, وأثارت الهلع والخوف في نفوسهم, لكن ما يؤخذ على تلك التغطية أنها سلطت الأضواء على الشيخ حمود المخلافي فقط, وحُسب الانتصار له وللقوات التابعة له.
ورغم اعتزازنا وتقديرنا لقائد المقاومة, ودوره النضالي في تحقيق النص, إﻻ إن ذلك يجب أن يكون في إطار تنسيق كامل بين الجيش والمقاومة بتعز، فضلاً عن التنسيق مع مؤسسة الرئاسة والحكومة وأركان الجيش مع التقاعس والتباطؤ الذي يبدونه لحسابات ضيقة .
ويعتقد أن تلك القيادات العسكرية تفاجأت بالتقدم, الذي حققته في تلك المناطق.. وذلك يعكس ضعف التنسيق بين تلك القيادات العسكرية وقيادة المقاومة أو ضعف الثقة بينهما, رغم أن جميعها تعمل في جبهة واحدة، وتحت شعار واحد وضمن المجلس العسكري للمحافظة.
تم تغييب المجلس العسكري وقيادات ألوية الجيش الوطني العميد صادق سرحان والعميد عدنان الحمادي والعميد يوسف الشراجي عن المشهد الإعلامي مع علم الجميع أن تلك القيادات العسكرية تقود العمليات القتالية في الجبهة الغربية والشمالية.
وكان من المستحسن أن يتصدر المشهد الإعلامي تلك القيادات العسكرية, ويكون لها الحضور الفاعل لتكون بمثابة رسالة تطمينية للداخل والخارج وللرئيس هادي وقيادة التحالف, بأن من تم تعيينهم من يملكون زمام المبادرة ومسيطرين على الموقف، ومن أجل عدم إتاحة الفرصة للآخرين, بالتشكيك في الانتصار والتشكيك بالشيخ المخلافي بأنه يخدم حزب الإصلاح والتقليل من حجم الإنجاز, الذي حققه والتضحيات, التي يقدمها في سبيل الكرامة والعزة وتحرير تعز وقد يصل الأمر إلى إحباط الرجل من مواصلة مشواره النضالي .
لم يعط الرئيس هادي والحكومة أهمية في انتصار تعز من قبل المقاومة, ولم يكونوا حاضرين في المشهد ولو من باب إعلامي, كما حدث في تحرير عدن, حيث قيل إن الرئيس هادي تولى إدارة المعارك وأشرف على العمليات العسكرية بنفسه, من غرفة العمليات بالرياض, وتتويج ذلك الانتصار بتوجيه خطاب سياسي هنأ فيه أبناء عدن والشعب اليمني.
وحقيقة الأمر "أن الرئيس هادي وحكومته للأسف الشديد لم يعطيا الاهتمام الكافي بالمقاومة، بل إنهم تعاملوا بتقاعس وتباطؤ مع تعز ومقاومتها, وذلك يضع عدداً من علامة الاستفهام عن التقاعس.. ولم يتم دعم المقاومة بالسلاح والمال كما في الجبهات الأخرى".
لكن هذا لا يعني أن يتم معاملة الرئيس هادي وحكومته بالمثل، فالحماس الذي أبدته المقاومة والانتصار, الذي حققته يجب أن يرافقه التعامل بحكمة وذكاء, مع مختلف المواقف السياسية والميدانية، فهناك تجاذبات كبيرة والسياسة تتطلب إمساك العصا من النصف والظرف الحالي يحتم على المقاومة نكران الذات.
نفس الشيء تكرر مع التحالف العربي, فقد تم ذكر دوره على الهامش بتحرير تعز، بل ووجهت الانتقادات الكبيرة لكليهما أي للرئيس والتحالف بخذلان "تعز"، وانتشر اسم العملية بعملية السهم التعزي, بدلاً عن السهم الذهبي في تهميش لمؤسسة الرئاسة والحكومة ودول التحالف، وذلك يبعث على القلق والخوف لدى الرئاسة والتحالف من استفراد المقاومة بالانتصار, وربما الاستفراد بالقرار, وتم توقيع مقترح من قبل القيادات الميدانية يخاطب الرئيس هادي بتعيين قائد المقاومة الشيخ المخلافي محافظاً لتعز .
غير أن هذه وتلك كانت في الواقع وحقيقة الأمر فخ نصب على طريق إعاقة استكمال تحرير تعز, اشترك فيه المخلوع صالح وأطراف دولية وإقليمية، وسيأتي توضيح ذلك في مقالة مستقلة.
واعتبر البعض التغطية الإعلامية الحزبية لمعارك المقاومة وانتصاراتها يتم توظيفها من قبل الإصلاح, لتأكيد حضورهم القوي في المقاومة لخدمة مشروعهم السياسي أكثر مما هو انتصار لتعز والشرعية اليمنية.
بالتأكيد أن هذا لا يبرر موقف الرئاسة والحكومة المتقاعس وموقف التحالف المتباطئ في دعم المقاومة بتعز، وما تعانيه المقاومة من نقص في العتاد والمال والسلاح، وحصار خانق للمدينة وأوضاع إنسانية مأساوية.