أهم الأخبار
سامي نعمان

سامي نعمان

عن مصرع جنود التحالف في مأرب!!

2015-09-05 الساعة 01:25ص

المقاتلون في صف المقاومة اليمنية ومن يساندهم من جنود وضباط قوات التحالف ليسوا في نزهة، ومن الطبيعي ان يتعرضوا لهجمات عنيفة ومدمرة وفتاكة، ولا داعي للادانة باعتبارها جريمة، اذ الحرب هي الجريمة ابتداء بمن اشعلها، اما هؤلاء فمقاتلون اختاروا طريقهم او امتثلوا لها، وارواحهم جزء رئيسي من رأسمال هذه المواجهات.

حينما بدأت اقرا اخبارا عن وصول تعزيزات الى صافر بمارب بمشاركة قوات التحالف كان اول ما تبادر الى ذهني انهم سيهاجمونهم بصواريخ سكود في معسكراتهم.

لم لا؟! هذه حرب وليست نزهة وسيستخدم كل طرف ما هو متاح لديه من سلاح للفتك بالآخر.

ومن يهاجم السعودية بصواريخ سكود لن يوفرها على قوات التحالف الذي تقوده المملكة وقد دخلت تعزيزاتها وجنودها الى اليمن، بل من الطبيعي ان يعطي الاولوية لمهاجمة تلك القوات داخل البلاد.

حصيلة هجوم اليوم لا تعكس قوة ميليشيا الحوثي وصالح، بقدر ما تعكس بعض الخفة والاستهتار لدى المعنيين في قوات التحالف وحلفائهم اتباع الشرعية في تقدير الهجمات والاخطار المحتملة، وكان حريا بها بكل امكانياتها ان تقدر مدى الصواريخ الثقيلة وتتخذ احتياطاتها سواء باعتماد ترتيبات تخفف الضحايا والخسائر او باختيار مواقع ابعد من مداها المحتمل بحساب اقرب نقطة يتمركز فيها الخصم.

وفي المحصلة العملية نفذت؛ بأخطاء او بدونها؛ والقيادة المحنكة هي التي تمنع تكرارها، لا ان تكون كعبدربه منصور هادي الذي تعهد بعدم السماح بتكرار هجمات ارهابية كالتي استهدفت الجنود في ميدان السبعين عام 2012؛ فوقعت بعدها العديد من الهجمات الاكثر شناعة وتم التنكيل بمنتسبي الجيش والامن من قبل القاعدة والحوثيين وكل طرف بطريقته حتى وصل الحوثيون الى كل معسكر حتى اقتحموا منزله واهانوه فيه بما هو القائد الاعلى.

هذه معركة مفتوحة والجرائم التي ترتكب فيها انما هي تلك التي تطال المدنيين الابرياء من عدن الى صعدة ومن مأرب الى تعز، تلك الجرائم التي يرتكبها الطرفان الذي يقصف من الجو او من الارض لكن كل طرف يبكي فقط على الضحايا الذين يقتلهم الآخر، وان كان الجرائم التي ينفذها اليمني المعتدي القذر اقبح الف مرة لانه يرتكبها بحق ابناء جلدته الابرياء الذين يستبيح دماءهم بهمجية ويسخر كل جهده للتسويق لجرائم ”طيران العدوان” ولفكرة ”يمني يقتل يمني عادي اخوة عيسدوا”..

من ذهب مقاتلا مع اي طرف، فانما هو ذاهب ليقتل او يقتل او يؤدي مهمة لا يغفل معها ايا من الاحتمالين، يمنيا كان او غير يمني، على ان لكل طرف ان يكرم قتلاه بطريقته..

قيادة قوات التحالف والمشاركين في عملياتها يدركون هذا الامر جيدا لكن المتزلفين اليمنيين الاغبياء لا يكتفون بالعزاء والدعاء بل ويذهبون للادانة والاستنكار لكأنهم ينتظرون من اعدائهم -الحوثيون والعفاشيون الذين يبيدون المدنيين الابرياء من ابناء وطنهم متى رأوا ذلك، ناهيك عن المقاومين- ان يستقبلوا تلك القوات بنشيد طلع البدر علينا.

اما النذالة الاعظم في هذه البلاد، فهي أن تذكر وتعزي وتواسي وتعلي شأن القتلى من دول التحالف، ثم لا تشير الى القتلى اليمنيين الذين قتلوا في ذات الموقع وفي اطار ذات المهمة الا عرضا.. صحيح ان من حقهم ان يقدروا تضحيات اولئك في غير وطنهم، لكن جوهر النذالة حين يعتبر البعض قتل اليمنيين الى جوار زملائهم من دول التحالف مجرد عامل يسهل عليهم المواساة في أولئك لا أكثر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص