2015-09-05 الساعة 08:29م
يراقب الشارع اليمني والخليجي والعربي الوضع العام في اليمن بحذر شديد، ويترقب الوضع الميداني والعسكري بتعز بحذر اشد.. ينظر الى التعزيزات العسكرية لتحالف صنعاء في جبهة تعز باستغراب.. وباستغراب اكبر ينظر للتعزيزات العسكرية والحشد الضخم لقوات التحالف في جبهة مارب التي وصلت حد انشاء مطار عسكري لطائرات الاباتشي..
-ورغم ذلك الحشد العسكري وإعلان قرب حسم معركة صنعاء ... الا ان تعز ما زالت مسيطرة على المشهد الإعلامي سواءً في اعلام الحكومة الشرعية او المؤيد للمقاومة الشعبية واعلام التحالف العربي او اعلام الحوثي وصالح. ويتابع الجميع بقلق تطورات الاوضاع الميدانية بتعز .. في ظل صمود اسطوري للمقاومة الشعبية والجيش الوطني وارتباك واضح يلف مؤسسة الرئاسة والحكومة وتخبط أوضح يعصف بقيادة ودول التحالف .
- تلك التعزيزات والحشد العسكري بمارب لم تقتنع الشارع بجدية حسم المعركة في صنعاء ، وهو ما اكده كثير من المحللين العسكريين والمراقبين السياسيين بان أي معارك عسكرية سيخوضها التحالف العربي قبل استكمال تحرير تعز تعتبر نوع من العبث او انها اقرب من اعلان فشل التحالف في تعز.
- ولم يجد الشارع مبرراً كافياً لتلك التعزيزات غير لفت الأنظار من تعز الى مارب ومحاولة الهرب من اتخاذ موقف حاسم يتعز .. او انها فقط لحماية آبار وحقول النفط والغاز وانابيب النفط بين مارب وشبوة او لحماية مارب نفسها ، فالاسباب التي منعت استكمال تحرير تعز تكرر نفسها في صنعاء وتضاف لها أسباب أخرى.
- في اطار الشد والجذب لم يجد الشارع مبرراً كافياً غير لفت الأنظار من تعز الى مارب وصنعاء ومحاولة الهرب من اتخاذ موقف حاسم تعز .. او انها فقط لحماية آبار وحقول النفط والغاز وانابيب النفط بين مارب وشبوة او لحماية مارب نفسها او للضغط على المليشيات .
- كما يفهم من موقف التحالف العربي من حسم المعركة في تعز بانهم لا يرغبون بسقوط نهائي لمليشيات الحوثي و صالح خصوصاً قوات صالح او تأجيل سقوطها لحين انضاج أوراق اللعبة (احداث توازن بين القوى لتصبح جميعها في موقف توازن الضعف)، وبنفس الوقت فالتحالف لا يمكن ان يسمح للمليشيات ان تسترد أنفاسها بعد اطمئنانها من ان التحالف لم يقدم على دعم المقاومة لاستكمال تحرير تعز وان هناك خلافات بين حول ذلك.
- وان كانت المؤشرات تؤكد ان السعودية تريد الحاق اكبر هزيمة بتحالف صنعاء وسقوط صالح نهائياً ... وموقفها واضح حول ذلك ولا جدال فيه.
- ومن جهة أخرى يمكن اعتبار الحشد العسكري في مارب بانه رد من السعودية على الضغوط التي مورست عليها من قبل بعض دول التحالف واطراف دولية واثنائها عن استكمال تحرير تعز لاسباب بعضها (ان مقاومة تعز ترغب بالتفرد بالقرار وغير مسيطر عليها من التحالف كما في عدن ومارب، وهاجس ان معظمها اصلاح وسيجعل الإصلاح يفرض شروطه وتخوف باب المندب ولا يوجد طريق لامداد مقاومة تعز ، وان تعز ستفشل التسوية باتجاه الاقليمين التي ربما ترغب بها الرئاسة وبعض الأطراف الإقليمية والدولية ... وان تعز ستضغط بإقليم ثالث في الوسط )..
- بذلك صعدت السعودية الموقف بمارب والتهديد بحسم المعركة بصنعاء للضغط على بعض دول التحالف وارجاع الكرة الى ملعبهم واسقاط الذرائع، مما جعلها تتراجع عن موقفها وتقبل باستكمال تحرير تعز، هذا ان افترضنا حسن النية عند السعودية .
- وهو ما يجعلنا نتفائل بان الأيام القادمة ستشهد دعم للمقاومة في تعز، وانفراج قريب للموقف فيها ، وتبقى أسئلة كثيرة لديهم كيف ومتى ومن هي المقاومة التي يجب دعمها في ظل التحفظات الإقليمية والدولية .
- وبالتأكيد فالتحالف لا يمكن ان يسمح يانهزام المقاومة والجيش الوطني بتعز، وبنفس الوقت لا يمكن السماح لهم من تحقيق انتصار كامل وحسم المعركة ضد المليشيات، وحقيقة يصعب عليهم تحقيق انتصار كامل دون دعم واسناد التحالف ،
- وان استطاعوا فلن يسمح لهم بذلك.. لان الانتصار وحسم المعركة تماماً معناه ان تبقي كل خيوط اللعبة بيد المقاومة بينما التحالف والرئاسة يلعبون في الهامش، وستكون الكلمة العليا للمقاومة والسفلى للتحالف والرئاسة ، وبالتالي استفراد المقاومة بالقرار في تعز، وهنا يكمن الخطر ومنبع القلق الذي ينتاب التحالف العربي .
- فكما ان هناك اتفاق عام حول الهدف الرئيسي بين المقاومة من جهة والرئاسة والحكومة والتحالف والسعودية من جهة ثانية والجيش الوطني من جهة ثالثة المتمثل في محاربة مليشيات الحوثي وصالح واستعادة الشرعية والدولة ، لكن الخلاف حول ترتيبات ما بعده دحر المليشيات،
- وما حدث ويحدث من تباطؤ من التحالف العربي في نصرة تعز وتقصير في دعم مقاومتها، وربما يذهب البعض بالقول ان هناك تواطؤ بضوء اخضر من هنا وهناك بقصف احياء تعز عشوائياً والحاق دمار كبير في المباني وقتل المدنيين، ربما يأتي في اطار تسديد منابع الخطر وردم منابع القلق وممارسة الضغوط على المقاومة وعلى ما سمي بالسهم التعزي من ان لا يمتد اكثر من ذلك .
- لكنه المارد التعزي الذي استعصى سابقاً هو من استدعى الهجمة الشرسة الأخيرة للمليشيات على تعز والذي يمكن استنتاجه من وسط الزحام وعمق الاحداث وتقاطع المصالح، ويجب فهمها انها جرس انذار للمقاومة وضربات استباقية لتأديب تعز . ياهؤلاء الا يكفي تعز وما تعانيه ..
- يا ترى ما هو هذا المارد التعزي وكيف له ان ينتصر، وما هي الضربات الاستباقية واللاحقة لتعز ، وكيف يمكن تفاديها او مقاومة المقاومة لها، وما دواعي قلق التحالف العربي من تعز، وما هو القرار الإقليمي والدولي بشأن تعز، ولماذا وكيف تم اتخاذ هذا القرار بحق تعز وماذا ستخسر تعز واليمن ومن المستفيد من هذا القرار .
أبو آدم الصلوي