2015-09-13 الساعة 10:00ص
المشكلة الباعثة على السخرية الآن ، من سيفاوض باسم الشرعية ؟ رياض ياسين أم الصائدي ؟
فالشرعية حتى الآن فشلت في حسم هذا الملف المخجل فضلا عن القضايا الأكبر !!.
المنطقة الآمنة التي كان ينبغي للدولة اليمنية- ممثلة بالشرعية وتحالفاتها - أن تستغلها باعتبارها محررة كليا هي الخارجية عن طريق تعيين دبلوماسيين أذكياء يقدمون الصورة الحقيقية للأحداث بدل أن تظل فِرق صالح تعمل لتشويه صورة الأحداث في كل العالم ، لكن الحكومة اليمنية فشلت حتى في تسمية وزير خارجيتها.
هذا الشكل الهلامي لأطراف الشرعية يعني أن الحوار سيكون مجرد حالة رخوة لن تثمر السنابل.
عندما كنت أقرأ في تاريخ الدولة العثمانية، وهو تاريخ مليء بالمفاجآت والأساطير، شدني موضوع هام.كان السلاطين العثمانيون يباشرون في قتل إخوانهم من الأمراء الذين يمكن أن يؤول إليهم الحكم منعاً للتمرد والفتنة وسداً لمحاولات تشتيت الدولة التي يمكن أن يقوم بها الإخوة على أخيهم، حتى محمد الفاتح قيل أنه فعلها وقتل أخاه، وهذه العادة الغريبة تحولت لاحقاً في عهد سليمان القانوني إلى مواد دستورية مقننة، لدرجة أن السلطان محمد الرابع حفر لإخوانه تسع عشرة قبراً مرة واحدة كما يحكى في كتب التاريخ.
وحدة القرار السياسي والعسكري أمر يجب حسمه قبل خوض المعركة، وكانت الدول تفعل كل شيء ليظل قرارها موحداً، فالدولة ليست سوى قرار قادر على الإمضاء.
الشكل الهلامي للسلطة السياسية اليمنية، الشرعية الأسف، جعل كل شيء معقدا، وهو ربما ماجعل قوات التحالف مضطرة لخوض الصراع بنفسها كما نلاحظ في الفترة الأخيرة.
ذلك مايجعل المقاومة أيضا تبدو ممزقة وتائهة وبلا قيادة، فلدينا مقاومة في كل اقليم وفي كل مدينة وفي كل حارة ولكل مقاومة قائدها الخاص وناطقها الخاص وربما أكثر من ناطق ومتحدث، ولكل مقاومة داعميها الخصوصيين وربما مرتزقتها كذلك .
حينما حذر القرآن قيادة الجيش قال لهم بوضوح " ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ".
كانت قيادة التحالف تدرك عميقا هذا البعد وحرصت من البداية على لملمة الصف وتوحيد الجهود غير أن اللعنة الأزلية تطارد اليمنيين كما يبدو. أعني لعنة " باعد بين أسفارنا " التي كانت نتيجتها "تفرقوا أيدي سبأ ".
فعلَت دول التحالف كل شيء للتمهيد للمعركة ومنحت اليمنيين فرص الحسم دون الحاجة لغير توحدهم فقط.
فقد حشدت جهودها لإقناع العالم وأثمرت دبلوماسيتها الذكية قراراً من مجلس الأمن لم يكن أحد من اليمنيين يتوقعه، ثم حشدت جهودها في منظومة دول العالم الإسلامي واستخرجت تأييداً غير مسبوق من منظمة العالم الاسلامي، ثم حشدت جهودها عربياً واستخرجت قراراً عربيا بالإجماع في شرم الشيخ، ثم حشدت محليا كل أطراف العملية السياسية في اليمن في مؤتمر الرياض، ثم جمعت العلماء في اليمن والسعودية لتأييد موقفها وهكذا .
كل هذه الجهود وغيرها الكثير، المرئي منها وغير المرئي، لم تقنع أطراف الشرعية في اليمن لأن يتناسوا بعض خصوماتهم أو يؤجلوها على الأقل احتراماً لهذه الجهود التي كان يجب أن يقوم بها اليمنيون وحدهم، لم تقنعهم حتى بتسمية وزير خارجية واحد فضلاً عن تعيين الديبلوماسيين لخوض معركة الديبلوماسية بروح يمنية.
غيرت الكثير من الدول في التحالف سياساتها وتحالفاتها وقراراتها بناء على الوضع الجديد الذي يحتاج فعلا إلى الحسم والسرعة والقوة والشجاعة، وكان ذلك منها كما يلاحظ الجميع .
لا شيء يهزمنا أكثر من القيادات التائهة والغارقة في تفاصيلها الخاصة أكثر من القضية الأم، هذه القيادات التي لم تحترم تضحيات شعبها ومواطنيها وهم يأملون بالخلاص في ظل موت معلق في أهداب اليمن كلها لايفارقها أبدا، ولم تحترم تضحيات وبذل الأشقاء والأصدقاء في معركة تخصنا كيمنيين قبل كل شيئ.
مالذي يمكن أن نقوله ؟ ما يمكن أن نكتب سوى أن ندس رؤوسنا في التراب من الخجل والفضيحة؟ .
على سواعد المقاومة أن تشتد وعلى قياداتها أن توحد الجهود وتقدر التضحيات، ذلك كل ماتبقى لنا من أمل وسنظل نردد بكل مالنا من صوت.