2015-09-19 الساعة 05:20م
المرحلة الحالية بحلوها ومرها والاحداث فيها حتما ستنتهي وسنحاول الاجابة عن ماذا بعدها..؟ ولسنا هنا بصدد الحديث عن إعادة الإعمار أو جبر الضرر أو معالجة آثار الحرب أو التنمية أو انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي فهذه أمور سيتكلم عنها الكثير من الصحفيين والاعلاميين والسياسيين والمثقفين وغيرهم.. ولكن سأحاول التطرق إلى مانحن بحاجة ماسة إليه في مجتمعنا اليمني خاصة والعربي والاسلامي بصفة عامة من خطاب جامع يبني ولايهدم يجمع ولايفرق لأن الخطاب التحريضي الجارح أضر بالأمة ولايؤسس لمستقبل ولايؤسس لشراكة ولايبني دولة ولايخدم الوطن ولايستفيد منه إلا أعداء الامن والاستقرار والتنمية.. فكم نحتاج من الدمار والدماء حتى نعلم أن الوطن يتسع للجميع..؟ ويتفانى الكل في مداواة الجراح ولم الشمل والحرص على تقديم المصلحة العامة على كل المصالح الحزبية والفئوية الضيقة وإرسال رسائل التطمين إلى الداخل والخارج وعمل مراجعة حقيقية لاخطاء وسلبيات وقصور مواقف وتصرفات الماضي مع عدم جره لتعكير حاضرنا أو الانشغال به عن التقدم نحو مستقبل مشرق.. كم نحن بحاجة ماسة إلى "اذهبوا فأنتم الطلقاء" تأسيا بالذي لاينطق عن الهوى مع أنه يخاطب من عذبوا وقتلوا ونهبوا وهجروا وحاربوا.. كم نحن بحاجة إلى القول اللين وقد أمر الله به مع فرعون بعد أن طغى أفلا يكون اللين مع من دونه أولى وأوجب.. كم نحن بحاجة ماسة إلى الحكمة والموعظة الحسنة وأين هي مما حدث..! كم نحن بحاجة ماسة إلى الدفع بالحسني وقد أمر الله بها مع العدو أفلا تكون في تعاملنا مع بعضنا أولى وأوجب.. كم نحن بحاجة إلى التعاون البناء والشراكة الحقيقية واحترام التنوع والرأي والرأي الآخر مع الالتزام بأدب الاختلاف ويشترك الجميع في تقديم النافع والتنافس على الافضل.. كم نحن بحاجة إلى تفعيل القاعدة الربانية "فتبينوا" في التعامل فيما بيننا كون الكثير منا وقع في هذا ونشأ بالتالي سوء الظن.. كم نحن بحاجة إلى التحديد والتخصيص وعدم التعميم في الايجابيات والسلبيات في الاطار الواحد وبالضوابط الشرعية كون هذا الخطأ الفادح يقع فيه للأسف الكثير حتى ممن يحسبون على الطبقة المثقفة.. كم نحن بحاجة ماسة إلى إضافة مادة دارسية في مدارسنا خاصة بالاخلاق وتنشئة الجيل عليها تنمي ثقافة المحبة والتسامح والاخوة والاعتذار وتمحو ثقافة الكراهية والعنصرية والمناطقية والمذهبية والتعصب الاعمى.. كم نحن بحاجة إلى نيل المراتب الثلاث كتم الغيض والعفو عن الناس والاحسان إليهم.. كلنا ثقة وأمل في غد أفضل وحياة حرة كريمة للجميع بإذن الله.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد