2015-09-25 الساعة 05:21م
بالأمس استمعت إلى حوار عبر إحدى القنوات الإيرانية مع السيد "حسن نصر الله" وقال في ما قال وبنبرة الواثق "ان هناك اتفاقا تم بين الحراك الجنوبي والحوثيون تم بموجبه تسليم عدن وبعض مناطق الجنوب للحراك" إلى آخر هذا الكلام والطرح السخيف الذي لا يزيد العقلاء إلا نفورا.
ان ما قاله حسن نصر الله سمعناه مرارا وتكرارا من أفواه قادة المليشيات, وفي الحقيقة ان ما يروج له "وسطاء التمدد الإيراني" يدل على الإفلاس الأخلاقي لتلك المليشيات, لقد اختزل "حسن نصر الله" البطولات التي اجترحتها المقاومة الجنوبية واستبسالها في تحرير أرضها وتصويرها على انها جاءت بموجب اتفاق, وعليه لا أريد هنا ان اشرح تفاصيل بطولات المقاومة الجنوبية ولكني سأسرد جزء يسير مما آلت إليه حال مليشيات ربيبهم الحوثي وحليفه صالح, كرد بسيط على ادعائهم.
فما فعلته المليشيات المدعومة إيرانيا وقوات حليفهم صالح في عدن ينم عن افتقارهم بل تجردهم تماما من المشاعر الإنسانية الأصيلة والنبيلة, لقد انحدر هؤلاء على نحو حاد بكل تأكيد, لذا تبدو مليشيات الحوثي في حالة اقل ما توصف بالانحطاط التام.
ومابين شفير المقصلة وعتبتها وضع صالح رأسه بكل سذاجة, و غامر مغامرة جنونية بكل شيء, بعد ان خلصته المملكة العربية السعودية من مصير قاتم, واعتبر بعض المحللين السياسيين الفرصة التي منحتها المبادرة الخليجية بمثابة طوق نجاه "لصالح" - ببطانته ونظامه -, بيد أن الإيرانيون وجدوا في الأمر مرتعاً خصباً لعبثهم، و محاولاتهم البائسة لشيطنة الجزيرة العربية وهو - في يقيني - جوهر الإنذار الذي حمله إلينا الإيرانيون عبر أذرعهم في المنطقة "صالح والحوثي ومن لف لفهم".
لقد عمد صالح خلال فترة حكمه على - الرقص على رؤوس الثعابين - "حسب قوله" لكن الأمر هذه المرّة اختلف كليا فلم يعد لرقصه جدوى, ولا لمراوغته أي مردود, فما حدث ويحدث لم يكن عبثاً سطحياً لأحد هواة الدجل السياسي العالقين تحت إبطه, بل فعل سياسي محنك تبعه عمل عسكري قوي مرّغ أنوفهم في عدن والجنوب عامة.
اننا في انتظار إسدال الستار يا "سيد حسن" على آخر فصول أعمالهم الصبيانية, و لا عزاء لصالح وحوثيّو الغفلة، فهم دوما يصرون على عدم التقاط اللحظة ويكابرون في تعاملهم وبتعالٍ فج رغم ما يقع على رؤوسهم من نكبات!..