أهم الأخبار
محمد العمراني

محمد العمراني

لا جديد في تعز سوى المجازر!!

2015-10-22 الساعة 03:34م

كل يوم ومع كل نطفة دم تتماسك تعز من أطرافها الأربعة وتبصق في وجوهكم .

تضم أبناءها الطيبين في حضنها الأمين ، الأحياء والميتين ، يرضعونها دما وترضعهم كبرياء وقوة ، فيما تبقى الكلاب الشاردة خارج المدينة إلى الأبد .

 

لقد سجل التاريخ جرائم عديدة ومجرمين كثر ولستم أكثر من تكرار هزيل وسخيف وأحمق لمن سبقكم من النازيين والفاشيين والتتار .

كل جرائمكم لم تعد تخيف حتى الصغار ، إن جرائمكم لم تعد تثير غير الاحتقار .

 

تعلم تعز أنها قد أوجعتكم كثيرا

فهي التي اختطت المشروع الوطني الكبير وبعثرت كل أوراقكم الكريهة وأسلمتها في فم الريح فصارت وصرتم هباء منثورا .

تعز هي التي حولت صالح من رئيس دولة إلى قائد عصابة ، ومن زعيم إلى مجرم حرب ، ومن الرأس الأول في الدولة إلى المطلوب رقم واحد .

تعز هي التي أسقطت وهم الإمامة ، وعرت أكذوبة الوصية ، وأحالت ملازم السيد الطموح إلى خرافة .

 

ظل صالح يبني جدران عرشه ثلاثين عاما ، وحين أراد أن يجلس ابنه على الكرسي هزت تعز العرش وتحول الابن إلى جسد في المنفى .

 

ظلت الإمامة تمد أغصانها الوقحة في الظل والظلام وتمتد كالأفاعي لتقتلع الثورة وتدفن العلم الوطني ، وكانت تعز تشعل المصابيح وتطرد صوت الفحيح بلحن النشيد الوطني فتتساقط الأكاذيب كأوراق الخريف تحت أقدام تعز .

 

لقد أوجعتكم تعز حين ركلت تيجانكم برجليها ، حين سدت نافذة الزمن في وجه أوهامكم ، حين داس أطفالها الصغار على مشاريعكم كما داسوا على صوركم القذرة في كل الشوارع والأرصفة .

 

إلى كل أبناء تعز

 

توقفوا عن البكاء ، وعندما تفعلون اجعلوا البكاء بلا دموع ، لاتستجدوا أحدا ، لاتطلبوا التعاطف من أحد .

حتى لو تخلى عنكم العالمون وتركوا مدينة النور وحيدة .

كذلك كان الأنبياء ، وأن تولد في تعز يعني أن تولد كالأنبياء وتتعب كالأنبياء وتضيء كالأنبياء .

 

يموت الناس في كل مكان ، غير أن أبناء تعز لايموتون من أجل لاشيء فالدم يعلم خارطة الطريق ، وفي تعز تسكب الدماء من أجل كل شيء على جدار الوطن .

 

عند كل قطرة دم ستولد ثورة وجيش ، ومثلما

اختارت تعز البداية فهي التي ستخط النهايات ، وستبقى في رحلتها الطويلة نحو السماء ،

تمضي الى العلياء وتبني "في كل جرح حديقة " .

ستبقى تعز

لاتنزل من صهوة الخيل ولا تعرف الانحناء .

 

كوني قوية يا تعز وحين تشعرين بالتعب هزي إليك بجذع صبر فهذا الجبل حينما يهتز يهز السماء .

 

لاتبك يا تعز

لاتمنحيهم فرصة لابتسامة .

فقط ادفنى الشهداء ، ضمدي الجرحى ، خضبي يد مقاتليك بالدماء

واطلقي الرصاص .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص