2015-10-29 الساعة 05:30م
لا يمكن التعامل مع ظواهر كالقاعده وداعش بمنطق "المؤامرة".
هذه أكبر خدمة نقدمها للإرهابيين.
الإرهاب ليس صناعة استخباراتية ولا الإرهابيون دمى تحركها القوى المحليه والإقليمية.
التطرف والارهاب الديني سرطان العصر. وهو نتيجة طبيعية في اليمن لانهيار الدولة واحباط الشباب وتجريف المجال السياسي السلمي والخطاب الديني المتطرف واسع الإنتشار والحشد الطائفي.
...........................
من هم الإرهابيون؟
مقاتلي القاعدة وداعش في الجنوب ليسوا كائنات غريية من المريخ.
إنهم شباب عاديون.. جيراننا واصدقاؤنا ورفاقنا في مشوار الباص وجلسة المطعم. شباب جنوبيون دفعهم الفراغ الشامل وغزوات الميليشيا الطائفية الى الإلتحاق بنقيضها المذهبي.
هناك "ظروف موضوعيه" تجعل القاعدة تتوسع في الجنوب بنفس الطريقة التي توسع بها الحوثي اجتماعيا في الشمال.
عندما بدأ الحوثيون معركتهم الخاصة ضد القاعدة في البيضاء السنه الماضية حذرنا كثيرا ان هذا سيفهم على أنه صراع طائفي بين السنه والشيعه وسيوسع القاعدة الشعبية للقاعدة التي ستتحول من "ارهاب" الى "مقاومه" او "مدافعه عن أبناء السنه".
هذا ما حصل في الجنوب بعد مغامرة الحوثي -صالح هناك. صنع حاضنة شعبيه للقاعدة وغير المزاج الشعبي من رافض لها او متقبل لوجودها.
...........................
القاعدة وداعش..معركة من؟
راحت السكرة وجاءت الفكرة.
ما يهدد الجنوب اليوم ليس الشمال ولا الجيش ولا الوحده. إنه الإرهاب الذي يتجذر في المجتمع كل يوم متغذيا على حشد الناس ضد العدو الطائفي الذي لا يرحم.
ما يهدد "القضية الجنوبية" والجنوب بأكمله اليوم هو "العدو من الداخل".
السعودية والإمارات قد تفاوض القاعدة وداعش وقد تتقاسم معها وتعقد الصفقات لكنها لا تستطيع محاربتها.
وهذا يقتضي من الفاعلين الجنوبيين الانتقال من خطاب الكراهية الى خطاب السياسة، ومن خطاب الماضي الى خطاب المستقبل، ومن خطاب الهوية إلى خطاب الدولة.