2015-11-08 الساعة 03:01ص
كان لا بد أن يأتي وقت الحديث عن "العمارات القرآنية " و"السيارات القرآنية" وبقية السرقات الأخرى المستظلة تحت مظلة "القرآن".
ضخامة عمليات النهب والفساد التي تورط فيها الحوثيون منذ دخولهم صنعاء ليست سرا. كانت عملية علنية أمام أنظار الملايين.
الحرب أجلت كشف هذا الملف الساخن..
الحرب أنقذت الحوثيين مثلما انقذتهم وقوتهم سلسلة الحروب السابقة.
لم يكن من الممكن للميليشيا أن تتحول إلى دولة وانما الى مافيا. هذا هو التطور الطبيعي لميليشيات الحرب من أفغانستان الى العراق وسوريا وليبيا.
ونخدع أنفسنا كثيرا لو اعتقدنا ان اقتصاد النهب والفساد أمر طاريء ومستجد على الحركة الحوثية.
بل هو ثابت جوهري رافق الجماعة منذ تأسيسها في صعده وحتى سبطرتها وقيمها بالاستيلاء على الأراضي والمنازل وفرض الجبايات والضرائب والزكوات وجمعها بالقوة من المواطنين الفقراء.
لم يهتم الحوثيون بتطوير اقتصاد إنتاجي عبر تأسيس مشاريع استثمارية او اقتصاد خيري عبر التبرعات. بل كان الطريق السريع بالنسبة لهم و "اقتصاد الحرب والغنيمة".
التبرعات الإجبارية للمجهود الحربي كانت تسمى "صندوق المجاهدين" في صعده. الانخراط في السوق السوداء سبقه الانخراط في سوق السلاح والتهريب في صعده.
بل ان صعده كانت السباقة في ظهور "أمراء الحرب" الذين حرصوا على استمرار الحرب الى ما لا نهايه.
عندما يكون رئيس لجنة الرقابة الثورية حوثيا وكافة المسؤولين عن ملفات النفط والغاز والأغذية من الحوثيين او المواليين فمن الطبيعي أن تصبح مهمة "الرقابة الثورية" تسهيل الطريق أمام الفاسدين الجدد وحمايتهم وليس ملاحقتهم.
يتم التعامل مع البلد باكملها باعتبارها "غنيمه". والطريق "الشرعية" للحصول على الغنيمة هي الحرب والنهب والفيد.
تتشكل حول الحركة الحوثية نواة ضخمة لاثرياء الحرب (ليس من ذكرهم الاخ علي البخيتي في منشوره إلا نماذج صغيره مقارنه بها).
كان أمراء الحرب هؤلاء فقراء حتى سبتمبر 2014 ثم انفتحت لهم أبواب "الغنيمة" على مصراعيها.
استولوا على شركات وقصور ومطاعم وأموال وسيارات واسلحة وانخرطوا في تجارة السوق السوداء بحماس "قرآني" منقطع النظير.
كان نموذج صعده واضحا لكن لم ينتبه له احد. فتحولت اليمن كلها الى صعده.
(في زمن الفتوحات سالت عجوز في سمرقند قائد الجيش الذي فتح بلادها ونهب جنوده كل شيء: ما الذي جاء بكم الينا ؟
فأجابها: الله ارسلنا اليكم
قالت له العجوز : لم اكن اعلم من قبل ان لله لصوصا !)
هذه مشكلة الفساد الميليشياوي القرآني.
إنهم يسرقون وهم يعتقدون أن الله معهم ويسدد خطاهم.
وإذا كان اللص العادي يؤنبه ضميره لأنه سرق ليشبع جوعه، فإن اللص الذي يعتقد أنه يسرق باسم الله يؤنبه ضميره لأنه لم يسرق أكثر!