أهم الأخبار
مصطفى نصر

مصطفى نصر

الإنهيار المخيف!

2015-11-14 الساعة 01:34ص

ظل القطاع الخاص في اليمن متماسك رغم هول الكارثة، حاول الصمود ازاء استنزاف أسوأ عاصفة اقتصادية تشهدها اليمن.

 

فقد شكل قطع العلاقات مع العالم ووضع القيود امام التحويلات المالية من والى اليمن وصعوبة فتح الاعتمادات أولى خطوات الانزلاق نحو الخطر وتلته سلسلة من التطورات كانت الحرب ابرز مظاهرها لتنهك اقتصاد هش يعيش اكثر من نصف سكانه على اقل من دولارين في اليوم

 

وكان القطاع الخاص أبرز المتضررين ولعل آخر تلك الضربات الموجعة القرارات التي اتخذتها جماعة الحوثي للتضييق على سفر رجال الاعمال.

 

ورغم ان اكثر من ٧٠ ٪ من رجال الاعمال بدأو يفكرون في الخروج من اليمن الا ان الكثير منهم ظل متفائلا ولديه أمل بان تهدأ الأوضاع وحاول معظم رجال الاعمال الحقيقيين ان يتأقلموا مع الظروف الصعبة للقيام بالحد الادنى من النشاط اذ لم يعد المكسب المادي هو الهدف بل معركة وجود ليس اكثر.

 

كثير من رجال الاعمال انخرط في العمل الإغاثي وتقديم المساعدات الانسانية بعضها معلن وجزء كبير منها غير معلن

 

ولعل ابرز صور الإيجابية للقطاع الخاص حفاظ المجموعات التجارية الكبيرة على عمالتها وعدم تسريحها الا في حالات نادرة وأتذكر ان هذا كان واضحا في قرارات مجموعة هائل سعيد انعم التجارية وهي اكبر مجموعة تجارية وصناعية في البلد وتوظف اكثر من ١٥ الف عامل في مصانعها وشركاتها بصورة مباشرة ناهيك عن عشرات الآلاف من الوظائف والفرص التي يولدها نشاط المجموعة بصورة غير مباشرة.

 

اليوم تواجه المجموعة مضايقات مؤسفة ممن تضررت مصالحهم جراء استمرار المجموعة في تشغيل مصانعها واستيرادها المشتقات النفطية بعد ان عجزت شركة النفط عن توفير متطلبات المواطنين ناهيك عن احتياجات الشركات والمصانع.

 

البيان الهزيل الذي اصدرته شركة النفط ردا على بيان المجموعة يوضح كيف تسقط مؤسساتنا الرسمية ضحية مصالح ضيقة، بل وتتحول الى نقطة عبور لكميات المشتقات نحو السوق السوداء فيما المصانع تغلق ابوابها والشركات تستجدي كميات الديزل لتضيف ذلك العبء على مواطنين أنهكتهم الفاقة.

 

دوما اؤكد بان ما تبقى على دخول اقتصاد اليمن مرحلة الانهيار الكامل هو استقرار سعر الصرف ودفع المرتبات، قبل ان يترنح الاول بفعل سياسات غبية مع استقرار نسبي في المرحلة الاخيرة.

 

الا ان الاخطر من هذا كله ان ينهار القطاع الخاص، انهيار القطاع الخاص لن يقتصر على رحيل رجال الاعمال الى الخارج بل بانسحاق رأس المال الحقيقي لصالح طبقة طفيلية تنشأ مستفيدة من فوضى الحروب وتراكم ثروة منتزعة من بطون ملايين الجوعى والمشردين.

 

*- رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص