2015-11-20 الساعة 12:13ص
اناس جاءوا بطقم يقوده ابو مقص رفقة ابو زعبل وابو طيسي فيسي " المهم انهم بغير ذي صفة ضبطية أصلاً " كما بدون حتى امر صادر من نيابة ارادوا اقتحام بيته مايعني حقه الشرعي والقانوني في الدفاع عن نفسه ثم بعد اغتياله يقولون انه كان يتزعم خلية ارهابية وانه قتل في ظل تبادل اطلاق نار بينه وبينهم وبعد مقتل احدهم بينما الأسوأ هو مايقال عن ثلاثين طلقة في جسد عبد السلام الشميري وهو التاجر المعروف بين اهالي باجل منذ 40 عاما كرجل سلم لم يعرف عنه عدم الرضوخ للقانون .
صحيح انه قيادي اصلاحي لكن اين جريمته بالضبط ؟ ثم انه لم يقاوم سلطات دولة ! مع العلم ان الدولة كلها صارت مصادرة من قبل مزاج التغول العنفي الميليشياوي الذي عطل سلطات الدولة وصار يتعامل مع مادونه-وبالذات مالايعجبه- بالاكراه والقسر والتنكيل والترهيب حتى اصبح الوضع في البلد كما نرى اليوم أي بلا نظم قانونية يتم الاحتكام لها وبالتالي تحمي المجتمع من بعضه البعض بمعنى آخر لادولة تحمي المواطن كمواطن للأسف ومن يغالط فليغالط نفسه بينما هناك مواطن آخر قد جعل من نفسه سلطة تتجاوز الدولة بل ويمارس الاعتداء باسمها معتبراً ان ذلك بمثابة حق شرعي مباح له فضلاً عن انه يمقت اعتراض الاخرين عليه جراء انحرافه الرهيب في معنى المواطنة والدولة ففي كل تصرفات الفرد الميليشياوي يرى انه يؤدي واجبه الوظيفي الطبيعي وهذه مغالطة كبرى كونه انقلب على السلطات العامة بحسب سلطات الجماعة التي ينتمي لها وهو مايعني تحديات قانونية واخلاقية تزيد من ارهاق المجتمع بينما تمثل اكبر خطر على افراده فأصحابها لايعنيهم شيء غير اصباغ الحصانة والقداسة الزائفةعلى تصرفاتهم .. ولعل الاشكالية الكبرى هو ماتم –خلال السنوات الماضية -من تطبيع لبدايات هذا الوضع الكارثي على حساب فكرة الدولة مايعني هشاشة الاحتكام للقانون وتكريس الفوضى إلى ان صارت الميلشيات هي المسيطرة على إرادة الحكومة وليس العكس
والحال الذي وصلنا اليه اليوم يكشف ان هناك ارادة ممنهجة كي تتحول سلطة المليشيات الى سرطان لليمن مايسمح بالثارات والانتقامات وضرب التعايش والاستعراض بالقوة والسلب مابالكم وان الامر يزداد سوءً جراء الميليشيات العقائدية التي تفرز المجتمع وتشقه في الصميم بل اننا جميعاً نعرف بأنه لايوجد رد فعل من دون فعل كما أن المليشيات والميليشيات المضادة عموماً ستظل تشكل أكبر خطر على حلم تحقق الدولة كون مصالح الميليشيات دائما تكون متناقضة مع مصالح الدولة فهي الغريم والقاضي حسب اهوائها وتبريراتها فقط كما بسببها تذهب دماء الابرياء هدرا على مر التاريخ
وبالتأكيد لن يكون اليمن بخير إلا عندما نصمم جميعاً كيمنيين برفض ارهاب الميليشيا وارهاب القاعدة نحو استعادة السياسة والدولة العادلة التي تجذر السلام والأمن في ظل المواطنة المتساوية وعدم الاستغلال السياسي للدين بحيث يحكم من يحكم بشكل ديمقراطي وليكن الجيش لكل اليمنيين بالعدل
المهم حكموا عقولكم وضمائركم والا لن نتخلص من عبثية وهوس كل هذا القتل والدمار واظن ان الوقت للمراجعات والتصحيحات لم يفت بعد
رحم الله عبد السلام الشميري الذي مهما لفق خصومه ضده سيظل ضحية لتدهور وعي القانون والانصاف اثر ماتم من تقويض لسلطة الدولة عبر إحلال الميليشيات بينما تصرفات الدولة وسلوكيات مؤسساتها تستند الى القانون وليس الى عقلية الميليشيات التي تأتمر لقيادتها وبس
اتحدث طبعاً بصيغة قانونية ومواطناتية محضة بعيداً عن صيغة الحرب القائمة التي أججت سعار الانتهاكات بشكل مزاجي فظيع الأثر والتداعيات لنكتشف يوماً إثر آخر انها أخرجت ابشع مافي الجميع من نزعات ماقبل المواطنة وماقبل الدولة .. ماقبل الانسانية والانسان