2015-11-22 الساعة 04:15م
اشتهرت مدينة الراهدة بمديرية دمنة خدير التابعة لمحافظة تعز بصناعة الحلويات حتى أطلق عليها اسم"عاصمة الحلويات",بعد أن اتخذها أبناء مديرية القبيطة المجاورة التابعة لمحافظة لحج منطلقهم لصناعة الحلويات قبل انتشارهم في منطقة العند بمديرية تُبن والحوطة بلحج وبقية محافظات البلاد.
تقع الراهدة جنوب مدينة تعز مركز المحافظة ولا تبعد عنها سوى(40 كلم),ويبلغ عدد سكانها 12430 نسمة حسب آخر إحصاء عام2004 ,وتعد متوسطا لكتلة سكانية ضخمة ومركزا تجاريا لعدد من المديريات المجاورة مثل الصلو والقبيطة وحيفان وأجزاء من ماوية وصبر وسامع وكرش والمسيمير.
تحولت منذ أيام قليلة إلى أحد أهم جبهات القتال المشتعلة بين الجيش الوطني والمقاومة بدعم من التحالف والحوثيين وقوات حليفهم صالح,وأصبح اسمها يتردد بوسائل الإعلام بغير ما عرفت بالسابق كأحد أهم مناطق صناعة الحلويات باليمن.
وباتت محل اهتمام الكثيرين لاسيما الصحفيين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتابعون أخبار الجيش الوطني والمقاومة بعد اقترابهما من الراهدة التي تعد أولى مناطق تعز من جهة طريق عدن بما يمثله ذلك من اطمئنان لمترقبي تحرير الحالمة من المحور الجنوبي الشرقي.
لكن رسالة التطمين الأكبر والأقوى والتي لا تقل أهمية عن التحرك العسكري هي مضامين البيان الأول للمقاومة في الراهدة ومديريتي حيفان والدمنة والذي أعطى الأمان لكل من أيد الانقلابيين لسبب أو لآخر أو انضم لهم تحت ظروف مادية ما لم يرتكب جرما بحق الناس كالقتل مثلا.
بل وذهب البيان أبعد من ذلك بالتأكيد أن المقاومة "ستعمل" سوياً في إطار الشرعية وضمن المواطن وليس بعيداً عنه، وستتجنب الإقصاء والتهميش الذي يبعث على الحساسيه ، ويخلق الشرخ في جدار الوطن".
ويدرك الحوثيون جيدا أهمية الراهدة كخط دفاع أول لمدينة الدمنة(مركز المديرية التي تحمل الاسم ذاته),التي تمثل آخر طريق إمداد لمقاتليهم بمديرية المسراخ جنوب تعز,ولهذا يقاتلون باستماته وتعمدوا زرع حقول ألغام في الطرقات والتلال المحيطة بالراهدة وما قبلها,كما قاموا بتفجير أحد الجسور بين الشريجة والراهدة لمنع تقدم قوات الشرعية وإطالة أمد المعركة وتواجدهم.
والطريق من الراهدة إلى تعز يمر عبر" ورزان- الدمنة- الزيلعي- سعدة- نقيل الابل – الحوبان(32 كلم),ويعد هذا أحد محاور تحرير تعز من جهة الجنوب الشرقي.
وبعيدا عن الأهمية العسكرية للمدينة,تعتبر الراهدة – كما أسلفنا في البداية – عاصمة الحلويات في اليمن التي ذاع صيتها من اسم علي سعيد القباطي أحد أشهر وأقدم الحلوانيين والذي توفي عام 2012 وكان مركزه الرئيسي هذه المدينة,حيث فتح محلا لصناعة الحلويات ثم توسع بعدة فروع فيها وخارجها تقدّر بحوالي 18 فرعا وأكثر.
ومثلما استفاد القباطي من موقع المدينة كملتقى تجاري واقتصادي بحكم موقعها بين شطري الوطن قبل الوحدة عام 90 والذي كان يستقبل جمركها البضائع القادمة من عدن,فقد استفادت المدينة من اسم وشهرة الرجل وبقائه فيها لأكثر من 70 عاما وأصبحت مقصدا للزوار الراغبين بشراء الحلويات كالهريسة والعرايسي والخلطة والصوري.
وخلال هذه الفترة حافظ القباطي على شهرته وكسب زبائن حتى من اليمنيين المقيمين في المهجر ممن كانوا يفضلون حلوياته كأفضل هدية يقدمها الزائر لبلاده لمن ينتظرون عودته لعمله أو دراسته خارج البلاد,بل إن اسم علي سعيد ظل متصدرا بائعي الحلويات حتى بعد مماته ومن يزور الراهدة يعرف ذلك.
وقد اشتهر أبناء القبيطة عموما باحتراف هذه الصناعة وتوارثها بعضهم جيلا بعد آخر وأصبح اسم القباطي اشبه بماركة تجارية متميزة في صناعة الحلويات منتشرة في كافة مناطق البلاد,وهي تمثل مصدر رزق لمئات الأسر ممن يعملون فيها.
وسيطر اسم القباطي على سوق الحلويات للخبرة الطويلة والعريقة في هذه الصناعة التي يقبل عليها الزائر والمقيم ويتناولها اليمنيون بعد الغداء يوميا خاصة من يتعاطون نبتة القات.
وبحكم موقعها الجغرافي بين الشمال والجنوب قبل الوحدة,فقد كانت مركز استقبال البضائع القادمة من عدن منذ الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن وعلى إثر هذا شهدت ازدهارا تجاريا وإن تراجع في السنوات الأخيرة.
ولموقعها هذا غنى الفنان الكبير أيوب طارش"يا راهدة يا درب يا مدارة يا ملتقى الأموال والتجارة".
الصورة لمحل بيع الحلويات التابع لعلي سعيد القباطي في الراهدة.