2015-11-29 الساعة 06:07م
أراد شمال الشمال للحوثي أن لا ينجح في الخروج من عباءته كمشروع همجي بأجندة تاريخية منافية لجوهر مشروع الدولة ، وكانت نخب الجنوب والوسط تحتفل بقدوم هذا البعبع ، وتمنح سلوكه كافة الصكوك التي يحتاج إليها كائن كهفي تعثر في أن يبدو انيقا ، فتكفلت هذه النخب في جعله يبدو كذلك رغما عن أنف الجميع ..
قاتل شمال الشمال جماعة الحوثي من دماج الى عمران ، ولغم جميع الطرق امام هذه الجماعة خشية وصولها الى العاصمة واستلاب البلد بكل ما فيه ، وقتل الالاف من أبناء هذه الجغرافيا وشردوا وهدمت ديارهم ، في الوقت الذي كان يجري تسويق الحوثي في الجنوب والوسط كحامل لمشروع الخلاص من غول وهمي ، ثم انتهى الحال الى هذه المأساة التي سيرفض حتى التاريخ تدوينها بدافع الحرص على مشاعر الجيل القادم ؛ فبالنسبة للتاريخ سيجد أنه من غير اللائق سرد القصة بتفاصيلها الدقيقة حتى لا يتبول الجيل القادم فوق قبورنا كيمنيين ساهمنا بكل الصور في منح هذا المشروع نفسا للتمدد والانتشار على النحو الذي هو عليه الان .
يجري الان ابتزاز هذه الجغرافيا ، واتهامها برفد الحركة الحوثية بالمقاتلين وهو امر دقيق ، غير أن الانتهازية تتجلى في البناء عليه لتحقيق نزوة مراهقة بعزل هذه الجغرافيا كقطعة منتنة وغير قابلة للتماهي مع جهود تدمير القوة العسكرية لجماعة الحوثي .
كرست النخب السياسية والمدنية في الجنوب والوسط الحركة الحوثية كأمر واقع ، ولم يكن أمام شمال الشمال الذي ترك وحيدا في معركة غير متكافئة مع هذه الجماعة الا ان يرضخ للامر الواقع مكتفيا بالاحتفاظ بهذا الامتياز الذي يتنكر له الجميع الان ..
امتياز مقارعة الحوثي منذ كان مجرد كتيبة من المشعوذين تمارس أنشطة غامضة في كهوف نائية بجبال ضحيان !