2015-12-07 الساعة 04:35م
كائناً من كان من اغتال محافظ عدن المرحوم جعفر محمد سعد، فإن عدم استتباب الأوضاع الأمنية في عدن حتى هذه اللحظة، جاء نتيجة لعدم الإسراع في دمج المقاومة في الأجهزة الأمنية، وجاء نتيجة للمحاولات المتكررة لإقصاء الذين أخذوا على عاتقهم طرد المليشيات الخارجة من عباءة العصور الوسطة، وإخراجها من عدن، وجاء نتيجة لعدم البدء بتطبيق الخطط الأمنية في المحافظة.
الفراغ الأمني الذي تركه طرد الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لصالح والحوثي من عدن يجب أن يُملأ بشكل عاجل، قبل أن نفجع بالمزيد من الاختراقات الأمنية.
تأخر استكمال تحرير تعز من قبضة الظلاميين يؤثر على الوضع الأمني لعدن، ووجود عصابات الحوثي وصالح قريباً من عدن سيمكن هذه العصابات من التأثير على الوضع في المدينة، وتشغيل خلاياها النائمة والقائمة.
لا تزال الشكوك تسيطر على صحة البيان المنسوب إلى تنظيم "الدولة" الذي تبنى اغتيال محافظ عدن حتى هذه اللحظة، ونذكر في هذا الصدد، تصريحاً أمريكياً سابقاً شكك في حقيقة وجود فرع للتنظيم في اليمن، دون أن يعني ذلك عدم وجود فرع للقاعدة في البلاد بالطبع.
مهما يكن، فإن الذين هللوا للعمل الإجرامي أمس في عدن، كشفوا عن نفوس مريضة، يهمها أن تثبت فشل هادي والحكومة، ولو على حساب الدماء. ومع ذلك فإن مثل هذه العمليات تحدث في أكبر الدول، وأكثرها انضباطاً أمنياً، والمطلوب اليوم تلافي الأخطاء، والتعلم من التجارب، لضبط الأمن في المدينة.
يجهد تحالف الحوثيين وصالح لإقناع العالم والروس تحدياً بخطورة تنظيم "داعش" في اليمن، والهدف التخلص من التحالف العربي للحرب على الإنقلاب، لصالح التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، ناسين أن الروس أصلاً في ورطة سورية، وأن الغرب يؤسس للروس أفغانستان جديدة في سوريا سيخرج منها الدب الروسي مهزوماً كما حدث للدب السوفييتي من قبل، خاصة وأن بوتين يعلم يقيناً أن ضرباته الجوية لم تحقق تقدماً ملموساً، وأن التقدم لن يكون إلا بقوات برية، لا يريد بوتين إرسالها، لأن نعوش جنود بلاده ستتقاطر على موسكو من سوريا، كما تقاطرت نعوش الإيرانيين والمليشيات الشيعية من العراق ولبنان.
الزمن يتسارع ..وأمام قوات التحالف العربي وقوات الشرعية في الجيش والمقاومة مهمتان ملحتان: الأولى ضبط الوضع الأمني في عدن، والثانية استكمال تحرير تعز، إذ لا يعول أحد على المفاوضات القادمة مع الانقلابيين، حيث يجمع أغلب المراقبين على فشلها، حال تم عقدها في منتصف الشهار الحالي.
الزمن يتسارع ودماء المرحوم جعفر محمد سعد يجب ألا تذهب سدى، وهي لن تكون كذلك إذا تم بسط الأمن في مدينته التي ذرفت عليه دموعها الغزيرة يوم أمس.