أهم الأخبار
عبدالله دوبله

عبدالله دوبله

هدنة، كنهاية ممكنة للحرب!.

2015-12-08 الساعة 10:14م

بالوصول إلى المفاوضات السياسية والهدنة المفترضة منتصف الشهر يمكن القول أن الحرب قد استنفدت الغرض منها، وان لا شيء يمنع تلك الهدنة ان نجحت من التحول إلى وقف دائم لاطلاق النار.

فالحرب لم تعد بالنسبة للحوثي وصالح كما كانت لأجل فرض الانقلاب والتفرد بالسلطة وقد تحولت من الهجوم إلى الدفاع، ولذلك فإن استمرارها لا معنى له إن كان يمكنهما وقفها، وبالمثل حين يكون ممكنا للتحالف الداعم للشرعية إستكمال تحقيق أهدافه من خلال المفاوضات فإن الإصرار على تحقيقها من خلال الحرب هو لا معنى له أيضا.

من تلك المعادلة أتوقع أن تؤول الهدنة المفترضة إلى وقف دائم لإطلاق النار، كأي هدنة في العادة، ما يحتاجه الأمر فقط هو إقرار الحوثي وصالح أن ليس ثمة ما يمكنهما تحقيقه بالحرب، وأن ما فشلا في تحقيقه من خلالها هو لن يكون ممكنا من خلال المفاوضات أيضا.

إذ يمكن لتسوية سياسية قائمة على الاعتراف بفشل الانقلاب والتراجع عن كل ما ترتب عليه، و العودة إلى الشرعية والتعددية السياسية، و الاعتراف باليمن الاتحادي وقد أصبح واقعا كما هو الان في اقاليم عدن وحضرموت وحتى سبأ، ان تكون مقبولة ومرضية من الجميع، اذ يحصل اليمنيون على فشل الانقلاب وعلى نظامهم التعددي واللامركزي والحريات المصاحبة له، ويحصل الحوثي وصالح على حقهم في الشراكة في ذلك النظام، ويحصل التحالف على ضمان عدم قيام أي تهديد جديد من اليمن وهو ما يتوفر له من خلال اليمن الاتحادي بمعطياته الراهنة.

قد يقول قائل وماذا عن النفوذ العسكري في المناطق التي لا يزال الحوثي وصالح يسيطران عليها، يمكن القول انها وحدها لا تشكل أي تهديد في حال اي تسوية تلغي الهيمنة من خلال المليشيا، كما ان هذه المناطق هي محل نفوذ صالح أصلا والجديد فقط هو انه أصبح يتقاسمها مع الحوثي، وكل ذلك هو لا معنى له ان تم تثبيت انسحاب المليشيا لصالح الجيش وإن كان ذلك الجيش الذي لا يزال مواليا لصالح، فلا معنى للقوة المسلحة ان جردت من حق إستخدامها في اغتصاب السلطة.

كخلاصة، يمكن القول ان حرب الحوثي وصالح قد فشلت، وأن حرب التحالف قد نجحت في تهيئة الظروف لتحقيق أهدافها من خلال المفاوضات، وثمة فرص كبيرة لأن تكون المفاوضات المقررة منتصف الشهر والهدنة المفترضة المصاحبة لها محطة أخيرة لهذه الحرب.

النجاح في تثبيت الهدنة هو يختصر نصف المسافة الى نهاية الحرب كما هي الهدن في العادة..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص