2015-12-16 الساعة 06:23م
رغم فشل مشاورات جنيف 1 بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين، وثقة الجميع بأن الانقلابين غير جادين في السير نحو تسوية سياسية ترغمهم على إعادتهم إلى الخلف مسيرة عامٍ كاملٍ، وتسليم أسلحتهم التي كانت سبباً في أمجادهم الزائفة، والعودة بهم إلى كهوفهم التي خرجوا منها، إلا أنَّ هناك من لا يريد للحسم العسكري أن يصل إلى منتهاه وبالأخص في تعز، لأنه في حالة حسم معركة تعز عسكرياً لن يكون هناك بد من أن تواصل العملية العسكرية غايتها وتنطلق إلى أن تصل آخر قرية ترزح تحت قبضة الانقلابيين، ولأن مصالح بعض الدول في المنطقة تحتم عليها إبقاء الأبواب مشرعة لأي تسوية قادمة وقد كان ما تريده في جنيف 2 على الطاولة.
وقد هرول وفد الانقلابين مسرعاً إلى هناك وفي جعبته نقاط مسقط السبع التي فشلت سابقاً ولا زال يناور عليها ولحق به وفد الشرعية وهو ينطلق على أساس مرجعياته الثلاث: مخرجات مؤتمر الحوار، والمبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن (2216) وهي التي انقلب عليها المتمردون وأراقوا من أجل التنصل منها دماء طاهرة.
ولذلك فإن المشاورات والحوارات الدائرة حالياً ما هي إلا استراحة محارب يلتقط فيه أنفاسه ويستعد لفصلٍ جديدٍ من فصول الاحتراب الدائرة بين الماضي والحاضر وبين من يريد العودة بنا إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وبين من يريدون تطبيق أهدافها، بين من يسعون إلى إعادة الدولة السلالية ومن يسعون إلى تأسيس دولة يمنية اتحادية مدنية يتساوى فيها الجميع دولة المواطنة المتساوية يتقاسم فيها الجميع الثروة والسلطة.
ومثلما فشل جنيف 1 سيفشل جنيف 2، وسيعود من جديد من يريدون الإبقاء على الوضع اليمني هكذا لفترة أطول بحثاً عن الجزء الثالث والرابع من مسلسل المشاورات التي لا يمكن ان يتفق فيها طرفان لا يعترف أحدهما بالآخر.
ولأن المتمردين لا يهمهم معاناة المواطنين وليس لديهم ما يخسرون فقد كانون قبل أن ينقضُّوا على صنعاء وينقلبوا على الشرعية وعلى الحوار يعيشون أسوأ مما كانوا عليه في الوقت الحاضر فسيمعنون في صلفهم ومماطلتهم ومراوغاتهم حتى يسترجعوا بعض أنفاسهم ثم يعيدون الكرة، وذلك مرهون بمدى صدقهم في الهدنة التي هم أكثر الأطراف بحاجة إليها رغم أن المدن اليمنية التي ترزح تحت حصارهم وقصفهم تحتاج هي أيضا لهذه الهدنة كي يتنفسون الهواء النقي بدون بارود القذائف، ولم تدم هذه الهدنة حتى لساعة فقد نقضوها باستهدافهم المدنيين في تعز واشتباكهم مع المقاومة في تعز ومأرب والجوف والضالع وذمار