2015-12-23 الساعة 11:38ص
انتهى جنيف2 دون ان يتمكن من تحقيق السلام ، كان جنيف فرصة لدفن فكرة الحرب ، لكن الحوثي فهم الامر بطريقة اخرى وأوعز الى مدير مكتبه لكي يقدم للعالم وجهة نظره في الكيفية التي ينبغي ان تنتهي بها الحرب :
اجتثاث الخصوم .
قال مهدي المشاط ان مدينة #تعز ينبغي أن تباد عن بكرة أبيها ، بينما كانت الامم المتحدة ترعى مشاورات بين الأطراف اليمنية لاحلال السلام .
الحوثية فكرة قائمة على اجتثاث الاخرين ، من دماج الى عمران ثم صنعاء لم يقدم الحوثي أي نموذج للجماعة النبيلة ، بعيدا عن اختزال همجية الحوثي في جزئية امتلاك السلاح ، امتلك الحوثي صنعاء لاكثر من عام ، غير أنه فشل في ان يتقمص دور الدولة ، وظل محتفظا بكامل سمات العصابة .
لم يعد هناك من يتحمس للحوثي الان ، أوشكت الجماعة أن تنتهي الى عار يطارد كل الذين أيدوها ، أو هتفوا بشعارها الذي انتصب كمقصلة في وجوه اليمنيين ، دخل الحوثي صنعاء محمولا على أسنة الحرس المنحل واقلام طائفة واسعة من الكتبة المأجورين ، لكنها الان مجرد ظاهرة مائعة ، يطاردها هاجس الفناء المرتقب ، وتلفها وحشة الانكماش والضمور .
في اخر تحديث للعمليات العسكرية كان الجيش الوطني والمقاومة يستعيدان أجزاء واسعة من مدينة حرض ، تبدو الحرب اكبر من قدرات المليشيا على الصمود ، وأوسع من احلام قادتها في التسلط ، لكن الحوثي غير مكترث للامر، فهو مشغول بترتيب حفلة عظيمة لمدير مكتبه ، الذي استطاع بجملة مختصرة ان يلخص كل أحلام سيده وينقلها الى العالم بطريقة باردة ، متوحشة ، وتفيض بالغرور والوقاحة .
على الدوام أبدى اليمنيون تذمرهم من الطريقة التي تعاطى بها المجتمع الدولي مع انقلاب جماعة الحوثي ، وحشرت الامم المتحدة - في زحمة هواجس اليمنيين - ضمن القوى المتواطئة مع الحوثيين ، لم يكن للأمر علاقة برغبة بعض الاطراف في تشويه الدور الاممي منطلقة من حسابات الأيديولوجيا ، فقط أراد اليمنيون رؤية العدالة الدولية تتجسد في اليمن عبر التعاطي الحصيف مع الحوثي كجماعة عنف انقلابية ؛ غير ان الحوثي في المقابل فشل أو ربما لم يجهد نفسه حتى في مجرد استثمار هذه الحالة وتقديم نفسه للعالم بطريقة لائقة ، ففي أول جلسة في مواجهة الامم المتحدة ذهب يطلق شتائمه في وجه المبعوث الاممي ، ثم ختمها بعرض رؤيته الحقيقية للطريقة التي يمكن بها ايقاف الحرب :
ابادة الخصوم !
عليكم اذا ان تركلوا فكرة السلام عن طريق المفاوضات، الحوثي قدم خلاصة رؤيته للحرب والسلام على لسان مدير مكتبه مهدي المشاط ، فاهتفوا الى أن تطأ بيادات الجيش الوطني والمقاومة منطقة السبعين في العاصمة صنعاء :
المجد للبندقية !