أهم الأخبار
زايد جابر

زايد جابر

المطاع على خطى الهادي

2016-01-19 الساعة 07:02م

 

 

أثارت فتوى العلامة المطاع أحد أبرز علماء الهادوية المعاصرين استنكار وسخط كثير من المتابعين واستغرب بعضهم كيف يجرؤ العلامة الكهل بتكفير رئيس الدولة ومن يقف ضد جماعة الحوثي السلالية ، والحق ان المطاع وغيره من علماء الهادوية لم يخرجوا قيد أنملة عن تراث الإمام الهادي مؤسس هذا الفكر التكفيري باليمن ، فقد كان يكفر بني عمومته من بني العباس الذين أعتصبوا عليه الحق الالهي في السلطة كما يزعم وقد جاء الى اليمن بهذا الخطاب الجهادي التكفيري مؤملا ان يلتف اليمنيون حوله ليحققوا حلمه في استعادة حقه الالهي المزعوم في الملك، وحين وجد تخاذلا بل ورفضا من اليمنيين، اعلن الجهاد عليهم وتكفيرهم كحكام بني العباس، فاذا كان بني العباس ظالمين لاخذهم السلطة عن اهلها فان من يواليهم من اليمنيين وغيرهم حكمه حكمهم، وفي هذا يقول الامام الهادي :"... لا تجوز موالاة الظالمين لأحد من المؤمنين، وموالاتهم فهي: مودتهم ومحبتهم؛ لأن الله سبحانه يقول: {لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: 22]. فحرّم الله تعالى موالاتهم ومحبتهم، ولم يطلق للمؤمنين الإنطواء على شيء من إضمار المودة لهم. وفي ذلك مايقول اللّه عزَّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ اَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيهِمْ بِالْمَوَدَّةِ..} الآية[الممتحنة: 1]. فمن انطوى وأضمر محبّة ظالم فقد خرج من دين الله، وليس من المؤمنين بالله، ولا تجتمع معرفة الله ومحبته وموالاته مع مودة أعداء الله ومحبتهم؛ لأن الله عدو للظالمين، والظالمون أعداءٌ لرب العالمين، ولن يجتمع ضدان معاً في قلب مسلم" .

ومن يعود الى "سيرة الهادي" التي كتبها ابن عمه وقائد جيشه سيجد أنها تمتلئ بأقوال الهادي ومعاونيه في تكفير معارضيه من اليمنيين فهو انما جاء الى اليمن من أجل :

جهاد أناس بدلوا الدين عنوة ... ودانوا بدين للكتاب مجانب

ان تلكؤهم بل ورفضهم الانخراط تحت لواءه والقتال معه دليل فسقهم وكفرهم :

دعوت الناس كلهم لحق ... وأكثرهم عن التقوى يحيد

لأنهم على فسق توالوا ... ويتبع ذلك الكفر العنيد

فقلت لهم ذروا كفرا وفسقا ... وخلوه فقالوا لا نريد

وقد كان يخاطبهم منذرا ومهددا :

 

وقلت الا احقنوا مني دماكم ... والا تحقنوها لا أبالي

ولست بمسرع في ذاك حتى ... اذا ما كفر كافركم بدا لي!

وعلامة ظهور كفرهم هو معارضته وعدم الدخول في طاعته، ومثلما كان يكفر من عارضه بشكل (عام) فقد كان يكفر المعين أيضا ( فردا أو أسرة أو قبيلة أو قرية ) ممن يحاربه او لم يدخل تحت طاعته، فقد ذكر راوي سيرته أنه ــــ أي الهادي ــــــ خاطب ابن خلف ( أحد قادة اليمنيين الذين وقفوا ضد مشروع الهادي ) : "علام يقتتل الناس ويلك بيني وبينك، ابرز الى، فان ظفرت بي أرحت مني الكافرين، وان ظفرت بك أرحت منك المؤمنين " .

وهكذا تحدث عن قرية الهجر التي قال انه عفى عنها، ولكنها عادت للتمرد من جديد :

غفرت لمن أخطأ وبين عذره ... فأفسدهم عفوي فبعدا لمن كفر

فمنهم فريق في جهنم فلقت ... جماجمهم بالبيض في قرية الهجر

وعندما توسعت رقعة المعارضة للهادي كفر الامة كلها :

يا أمة الكفر الذين تجملوا ... بالصغر منهم طاعة الشيطان

رفضوا الهدى والحق ثم تعلقوا ... وتمسكوا بالظلم والعدوان

وعصوا بكفرهم الاله فأصبحوا ... متقلدين سلاسل النيران

وأتوا بكل عظيمة مجهولة ... نقضا لآي منزل القران

فالفسق منهم ظاهر متبين ... والجور فيهم أفضل الأديان

وهذا الكفر الذي يتحدث عنه الهادي هو الكفر المخرج من المله، ولذا تعامل مع معارضيه كالكفار المحاربين من حيث استحلاله سفك دماءهم ونهب أموالهم، ثم الحكم عليهم بالنار !!، ولهذا قال الهادي كما مر معنا: "حتى سمينا من قتله الظالمون منا شهيداً وحكمنا له بالوعد الذي وعد الله الشهداء، وسمينا من قتلنا نحن من الظلمة كافراً معتدياً، وحكمنا عليه باستحقاق الوعيد من العلي الأعلى".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص