أهم الأخبار
فتحي ابو النصر

فتحي ابو النصر

الأحزاب والبيانات الركيكة!

2015-02-08 الساعة 06:51م

ثمة سماجة مقرفة لاتُحتمل في دعوة بيان الإصلاح للحوثي التراجع عن إعلانه .. سماجة لاتفهم أبجديات العمل السياسي ومعنى الشعب والكيان الوطني والشرعية القانونية وماتتطلبه المرحلة من تضحيات وشفافية مع الذات والآخر . يقول البيان بان الحوثيين انقلبوا على الحوارات ويطالبهم بالتوافق الوطني متناسياً بأنهم انقلبوا على كل شيء وليس على تلك المهدئات السخيفة التي كانوا يخادعون بها الساسة والمجتمعين الإقليمي والدولي .

بالطبع نقدر خشيتكم من عمليات البطش الحوثية .. لكننا نأسف إذ تظهرون وانتم تؤازرونها ولو عن طريق اللاوعي مثلاً.

أما السماجة المضاعفة فجاءت من موقف أنفار حزب الحق الذين ظهروا وهم يحملون راية الطائفة لا راية اليمن من خلال بصمهم بالعشر على الإعلان الحوثي .

على ان التاريخ سيقول بان بيان المؤتمر كان أقوى وأوضح في كثير من معطياته لكنه رغم كل شيء سرعان ما أورد حكاية ( مخرجاً دستورياً توافقياً للازمة ) وهنا مربط المسألة التبريرية اللئيمة التي يراد العودة لها .

بصريح العبارة نقول لهؤلاء : تظهر جماعة الحوثي أكثر منكم صدقاً مع نفسها بغض النظر عن اختلافنا معها .. ذلك لأنكم تظهرون أحزابكم وجماهيركم بلا شرف ولا مسئولية، حيث كل همكم –كقادة- هو نصيبكم من الكعكة لا حاضر البلد والشعب ومخاطر مستقبلهما الذي على كف عفريت .

فقط : تعظيم سلام لابد منه - و هو كإنصاف منتزع -لموقف الناصري كحزب لم يقبل تسويفات وتسويغات واذلالات ومطامع كل أحزاب اللف والدوران حتى الآن .

أما لمن كتب بيان الاشتراكي الأخير فنقول :

إن البيان السياسي يسمي الأشياء بمسمياتها : هذا أولاً .

وثانياً : (مافيش حاجة) في أي بيان محترم اسمها( كأنه ) أو دعوة الجهة التي فعلت مافعلت ( إلى إثبات حسن نواياها) .

لذا على من طبخ ذلك البيان أن يأكله لوحده فهو مسموم بما سمي (الدعوة إلى إقامة التوافق حول سد الفراغ في هيئات السلطة ) بحيث تبدو النتائج التي حدثت بدون مسببات يجب أن تنتهي حتى لاتتكرر نتائجه وتصل الى مرحلة مابعد الكوارث ، أي أن المرء وهو يقرأ البيان يتصور تلقائياً عدم حدوث أي اعتداء انقلابي على الرئيس ورمزية الدولة ومؤسساتها الشرعية فضلاً عن عدم مكوثات متوالية من الحوثيين تجاه كل الاتفاقات .. بالتالي فإن المضمر من هذا البيان هو اللهاث بعد الشراكة كالأحزاب السابقة ، وتحديداً الشرعنة لجماعة انفردت وقالت طز بالجميع .

عوضاً عما سبق فإنه البيان الذي لا يصلح لمرحلة مفصلية كهذه ، بينما كان من الضروري على الحزب دعوة جماهيره للنزول للشارع لاستعادة دولتهم إضافة للوقوف مع شباب الحزب الذين يتم التنكيل بهم من قبل الميليشيا الحوثية منذ أيام .

كما انها مرحلة لا تقبل تذبذبات المواقف على الإطلاق باعتبارها مرحلة قد نسف فيها الإعلان الحوثي فكرة الدولة وكامل العملية السياسية لصالح مزاج جماعة مأزومة تنظر لليمن الشاسع والعظيم من ثقب صغير ومهووس في مران .

في السياق ليس لنا سوى أن نؤكد أن أنقى مافي الأحزاب هم شبابها وبالذات شباب الاشتراكي ( القادة الحقيقيون الذين في الشارع ) .

ولقد كان الشعب بانتظار بيان تاريخي أكثر وضوحاً وموقفاً الأمر الذي يليق بمواقف الحزب الخالدة -وهو حزب الحركة الوطنية اليمنية -غير القابلة مواقفه المتجذرة أبداً للمساومة أو التضليل أو التجريف في القضايا الكبرى مهما كانت الظروف والشدائد .

بل لعل الخلاصة المؤلمة من كل هذا العبث هي انه لا أتفه من الذين يطالبون جماعة مسلحة كهنوتية لاتحترم السياسة ولاالحقوق ولاالحريات ولا الشراكة بممارسة السياسة واللاعنف مع وجوب إثبات حسن نواياها المدنية وتجنب الإقصاء أيضاً .

يشبه الأمر بمن يطالبون من الغول المشاركة معه في صيده وهو قادم من غزواته بينما يستعد لغزوات أخرى ، و ذلك كي لايكون بنظرهم غولاً أنانياً أو طائشاً لأنه يفترس لوحده تاركاً الغربان بلا أدنى ديدان على الأقل . مع ان الغول الذي لايشبع صار على وشك تشممهم وتشمم الغربان وبلعهما دون ان يرف له جفن كما تشير عديد معطيات .

كذلك تبدو عقدة المشاكل كلها كامنة في ان هؤلاء ( زعلانين) من خطوات الغول الانفرادية .. ركزوا على الانفرادية .. يعني كأنهم ( كانوا يشتوها خطوات جماعية ولا كيف ) ؟

أولئك من يصيبونك أيتها اليمن بالانتكاسات دائماً .. وعليهم رحيق لعناتك .

وياليت المتنبي قال :

( ...... وكم ذا " بصنعاء" من المضحكات ولكنه ضحكٌ كالبكا)!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص