2016-02-07 الساعة 03:07م
يدفع اليمنيون ثمناً باهضاً من أرواحهم ودمائهم، للتخلص من عصابات البغي والإجرام الحوثية الإرهابية، وهي الجائحة التي لم يسلم منها أحد من اليمنيين سواء واجه أو سالم.
لكنه، وربي، أقل من الثمن الذي كنا سندفعه لعدة أجيال لو قدر لهذه العصابات الطائفية البغيضة أن تهيمن هيمنة كاملة تمكنها من التحكم بمصير شعب والعبث بمقدرات بلد.
لم يخرج اليمنيون لمواجهة هذه الجماعة الإرهابية كبراً وبطراً وإنما خرجوا لمواجهة بغي محقق وخطر داهم كشفت عنه تصرفات وسلوكيات هذه الجماعة التي تجاوزت كل ما كان يتوقعه منها الناس عقب اجتيحها لمدينة صنعاء عاصمة كل اليمنيين.
فقد بدأت مشوارها بتصنيف مخالفيها إلى دواعش وعملاء وتكفيريين، وعلى ضوء هذا التصنيف، نفذت إعدامات، وهي لا تزال في صعدة، لكثير من العناصر الذين تشك في ولائهم أو تشعر أنهم يشكلون عقبة أمام مشروعها التمزيقي الطائفي السلالي.
وقدمت عرضاً لواحدة من أبشع صور البغي في تفجير منازل مخالفيها أمام مرأى النساء والأطفال بل إنها في كثير من الحالات قتلت عائل الأسرة ثم فجرت المنزل كما حصل في عمران وأرحب وهمدان ومناطق أخرى.
وعلى نهج يحيى بن الحسين الرسي، وعبدالله بن حمزة وهما مؤسسا نهج الإجرام والتدمير في اليمن في القرن الثالث الهجري مضت جماعة الحوثي الإرهابية في استهداف دور العبادة ومؤسسات التعليم التي يديرها مخالفوها، ورأى اليمنيون مساجداً ودور قرآن وقد أصبحت ركاماً على وقع شعار الصرخة الذي يردده مسلحون لغمت عقولهم بالتعبئة السلالية والطائفية قبل أن ترسلهم لتلغيم وتفجير بيوت الله ومرافق تعنى بتحفيظ القرآن الكريم.
ليس هذا وحسب ولكنهم بلغوا من الخسة والدناءة دركات لم يسبقها إليهم أحد من خلال اقتحام ومداهمة منازل مخالفيها أو رافضي مشروعها الانقلابي الطائفي وانتهاك أعراضهم وإهانة النساء وترويع الأطفال.ونهب الحلي والمجوهرات التي ترتديها النساء، ونهب كل ما وقعت عليه أيديهم وأعينهم.
وحين وصلت هذه المليشيات الإجرامية إلى العاصمة صنعاء دمرت ما تبقى من مؤسسات الدولة واستولت على كل مقدراتها وألغت نواة الحياة السياسية وحرية التعبير التي لا تزال في طور التشكل وانقلبت على مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون.
وحتى لا يقول المهووسون بالحديث عن العدوان والعمالة إن تلك التصرفات إنما صدرت لتأديب عملاء "العدوان الخارجي" فهنا نذكرهم أن كل تلك الممارسات حدثت قبل أن يتدخل التحالف العربي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طغيان هذه المليشيات التي حولت اليمن إلى قاعدة عسكرية لدولة الملالي في إيران وسلمت جنوب الجزيرة العربية للمشروع الفارسي الذي يتحين الفرصة ليشعل النيران في المنطقة كلها.
وقبل هذا كله وبعده فيكفي مبرراً لأن ندفع من أرواحنا ودمائنا وفلذات أكبادنا، أن هذه الجماعة بمشروعها الخسيس لغمت المجتمع اليمني ومزقت النسيج الاجتماعي وأحيت النزعات الطائفية والمناطقية وزرعت الأحقاد والثارات في كل بقعة من بقاع اليمن.
ومرة أخرى نصل إلى ذات النتيجة أن الثمن الباهض الذي ندفعه اليوم هو أهون مما يمكن أن ندفعه مستقبلاً وتدفعه الأجيال القادمة لو أن هذا المشروع الفارسي تمكن من الإمساك بتلابيب اليمن.
رحم الله شهداءنا وشفى الله جرحانا وأعاننا على إكمال مشوار مواجهة تأكد لنا أنه الخيار الأقل كلفة.