أهم الأخبار
ياسين الزكري

ياسين الزكري

أميركوثيون!

2015-02-09 الساعة 07:05ص

"لسنا ما نقول بل نحن ما نفعل" يقول الفرنسي جان بول سارتر ..بهذا المعنى يمكن فهم التفاهم الحوثي الامريكي في اليمن التي وصفها  الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة الهند بـ "التعاون الاستخباراتي" بين الولايات المتحدة والحوثيين في اليمن

"قل ماتشاء وافعل مانريد" لا ينظر الامريكيون لما يقول شعار الصرخة بل لما يفعل الحوثيون على الأرض

على الأرض يحشد الحوثيون امكاناتهم ويستنفرون قواهم لتصفية خصومهم والحلول محلهم ولأن الخصم يبدو واحدا من زاوية النظر الامريكية كما يبدو يقدم الحوثيون انفسهم للأمريكان كشركاء في مكافحة الإرهاب

تشغل الولايات المتحدة راس قائمة الدول العشر الراعية لنقل السلطة سلميا في اليمن وفق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وهي رغم ذلك لم تصف ماحدث في 21 يناير 2015 بالانقلاب على السلطة الشرعية هذا الأمر الى جانب غض الطرف من قبل الدولة الكبرى "المدافعة عن الحريات وحقوق الانسان" عن الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي المسلحة ضد الصحافة والصحفيين وحرية الراي والتعبير  يمكن للدبلوماسية الامريكية أن تسوقه للحوثيين كشكل من اشكال الدعم وتلك واجهة المشهد

في الخلفية تملك الإدارة الامريكية أوراقا عليها ان تستمر في ادارتها في اليمن وهو امر لايستقيم مع تجميد مايوصف بالدعم المالي الذي توظفه الإدارة الامريكية في إدارة أوراق اللعبة ولان وصف ماجرى بأنه انقلاب على الشرعية يجعل الكونجرس الأمريكي يغلق حنفية تلك الأموال تجنبت الإدارة استخدام هذا التوصيف

في الخلفية ايضاً لا تنظر الإدارة الامريكية لليمن كدولة بل كوكر للارهاب ليس اكثر ما يعني أن القيم المدنية الامريكية لا تلتفت نحو هذه المنطقة من الخريطة

البضاعة الامريكية هي ذاتها التي سوقتها الدبلوماسية الامريكية في عهد صالح وبالنسبة للحوثيين لايهم ما يكون التوصيف مادام الصمت الأمريكي يفسح الطريق  للنشاط المحموم وجهة السيطرة على الأرض والتوجه صوب فرض سياسة الامر الواقع

بالنسبة للحوثيين فإن ضربة للخصم المشترك في البيضاء ثمن جيد لضرب عشرة خصوم منفردين في صنعاء واب وغيرها من المحافظات ونهب مقدرات الدولة في مؤسسة او اثنتين من المؤسسات العسكرية والأمنية التي تتصدر الإدارة الامريكية "رعاية هيكلتها" مع آخرين

تفكيك الجيش اليمني وفتح الطريق واسعا أمام التمدد الحوثي ورقة جيدة في الضغط الأمريكي على السعودية في اتجاه استمرار ذات سقف الإنتاج النفطي والمحافظة على السعر المنخفض الذي يؤزم الوضع الاقتصادي في إيران التي تدير الولايات المتحدة معها مفاوضات الملف النووي وهي في ذات الوقت هدية جيدة يمكن أن يقدمها الامريكيون لإيران " ذراع جديدة في أرض جديدة " مقابل شيئ ما كمساحة فعل ما في سوريا على سبيل المثال أو مقابل استقرار أمن إسرائيل على حدود الجولان والجنوب اللبناني من بوابة الالتزام الامريكي تجاه إسرائيل

لسنوات ظل صالح وأركان نظامه يترز قون تحت عنوان الشراكة في مكافحة الإرهاب وربما عمدوا الى إعادة انتاجه كلما انحسرت مساحته "لزوم استمرار الشغل" غير أن العرض الحوثي قد يكون مناسبا أكثر خلال هذه المرحلة لجهة كونه يحصل على التمويل مقدما ومن حساب الخزانة الوطنية على هيئة أسلحة او وظائف  ..الخ

لا يحتاج الأمريكيون تحت عنوان التعاون الاستخباراتي لأكثر من توظيف إمكانيات جهاز الامن القومي وهو الجهاز الذي حرص الحوثيون على السيطرة عليه من وقت مبكر إلى جانب استمرار عمل الطائرات دون طيار في الأجواء اليمنية بكل حرية وهو مايحدث منذ عهد صالح وحتى اللحظة..

مع كل ضربة تنفذها الطائرات الامريكية دون طيار في اليمن تحقق الشركات المنتجة لهذا النوع من الطائرات ترويجاً جديداً كما أن ثمة تعديل يحدث لتطوير هذا النوع من الطائرات والحروب التي باتت تعرف بحروب المستقبل مايمكن هذه الشركات من تحقيق تفوق على المنافسين الصيني والاوربي اللذين قررا مؤخراً دخول سوق المنافسة في مجال الطائرات دون طيار وهو أمر يعني ببساطة الصراع بين شركات السلاح العملاقة من أجل تحقيق مكاسب بمليارات الدولارات والسيطرة على أوسع مساحة للتسويق في هذا الاتجاه

لم تعد للامريكيين من مساحة مريحة لتجريب تقنية الطائرات دون طيار بعد رفض الشعب الباكستاني التحول الى حقل تجارب مجاني لحساب شركات انتاج السلاح الامريكية

لم يعد هنالك من بلد تبيع سلطات شعبها لشركات انتاج السلاح سوى اليمن أو هذا ما تبدو عليه الأمور على أقل تقدير.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص