أهم الأخبار
وليد الراجحي

وليد الراجحي

القفص الذهبي واقفاص المليشيا

2016-03-03 الساعة 04:22م

بعد تحرير معسكر ماس وصولاً إلى مفرق الجوف عزما محمد وماهر على منح أنفسهما استراحة محارب في قريتهما بالجفرة مديرية مجزر فكان الثاني من فبراير الجاري 2016م موعد زفافهما وكانا قد اصيبا في معارك ماس قبل شهور وتلقيا العلاج في مأرب ثم عادا إلى الجبهة.

عشرة أيام مضت على زواج ألصديقين وأولاد العم ،كانت جبهة الفرضة مشتعلة وحرر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معسكر الفرضة ، لم يهدأ لهما بال والجبهات مشتعلة ربما نظرا يميناً وشمالاً فما وجدا ألا نفسيهما في الجفرة بعد أن نفر اقرانهم إلى الجبهات وتلك خصلة لهذه القبيلة التي ضحت بما يزيد عن 200 شهيد في سبيل صد المليشيا منذ عام ونصف تقريباً.

انتصف شهر فبراير وكانت مشاركة محمد وماهر خلال تلك الأيام بين مشاركة في الجبهة وعودة إلى منزليهما ،ومنذ قرابة العشرين من فبراير أستقر بهما الحال في جبهة الفرضة ليلقيا الله شهيدين مقبلين غير مدبرين في سبيل الأرض والعرض .

محمد وماهر في العقد الثاني من العمر عاشا معاً وشاركا في معارك تحرير مجزر معاً ،أصيبا معاً،وعادا إلى الجبهة معاً وتزوجا معاً واستشهدا معاَ .

تلك باختصار قصة شابين من شباب المقاومة في قبيلة الجدعان ،التي أعطت في سبيل الدفاع عن اليمن من المد المليشاوي منذ محاولة الحوثيين اجتياح محافظة الجوف عام 2011م ولم تقف تضحياتها بعد تحرير مناطقهم أو عند جبال الفرضة ونهم بل لازالت هذه القبيلة تقدم التضحيات ،محمد وماهر البخيتي ليسا إلا نموذج لتلك التضحيات فقد سبقهما آل رقيب من بيت واحد قدمت الأسرة أربعه من أبنائها هم صالح وقائد وسالم ومبارك وخامس جريح هو ناصر مبروك رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي بمحافظة مأرب .

تركا محمد وماهر القفص الذهبي وانطلقا لكسر أقفاص الجهل والاستعلاء والمرض والعبودية القادمة بأكياس بردقان المليشيا المستوحاة من كهوف ما قبل التاريخ ،ومن عمائم قم وعفونات الأمراض التاريخية .

سلام الله على كل مقاوم ..سلام الله على الجدعان ..سلام عليهم في الأولين والآخرين .

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص