2015-02-18 الساعة 02:22م (يمن سكاي متابعات)
يعقد مجلس الامن الدولي اليوم الأربعاء جلسة طارئة حول ليبيا بناء على طلب مصر بعد الحادث الإرهابي الذي أودي بحياة 21 مصريا على أيدي تنظيم داعش، وبحث تداعيات وسبل مواجهة خطر الإرهاب في البلاد باعتباره يهدد الأمن والسلم الدوليين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه حكومات الدول الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة إلى ضرورة تشكيل حكومة وطنية في ليبيا وإيجاد "حل سياسي" للأزمات في البلاد.
ويجري وزير الخارجية المصري سامح شكري مشاورات تمهيدية مع سفراء كل من السعودية والأردن والبحرين والإمارات في إطار التنسيق المشترك.
وقال شكري أن بلاده قدمت مجموعة من الأفكار للدول الخمس الدائمة العضوية، تدور كلها حول العملية السياسية وسبل دعم الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل.
وأضاف أن على مجلس الأمن أن يخرج بتوصيات من أجل التعامل مع تنظيم الدولة في ليبيا.
ودعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، بعد أن قصفت طائرات القوات الجوية المصرية أهداف لتنظيم داعش هناك.
وقال السيسي أمس الثلاثاء في مقابلة بثتها إذاعة "أوروبا1" الفرنسية إنه "لا يوجد خيار آخر، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة موافقة الشعب والحكومة الليبية ودعوتهما مصر للتحرك من أجل استعادة الأمن والاستقرار في البلاد".
وأكد حرص مصر على عدم التدخل عسكريا في ليبيا، احتراما لسيادتها الوطنية، لكنه عاد ليقول إن "فداحة وبشاعة العمل الإرهابي بحق المواطنين المصريين الأبرياء أوجبت التدخل عسكريا".
وشدد السيسي ، على العمل من خلال جهد دولي مشترك لرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش الوطني الليبي.
وأوضح أن ما يحدث في ليبيا يعد تهديدا واضحا وصريحا للسلم والأمن الدوليين، مشددا على ضرورة قبول الشعب الليبي لأي قرار دولي لتدارك الأوضاع في بلاده، لبسط الأمن، واستعادة سيطرة الدولة الليبية على مقدراتها.
وأشار إلى أن معالجة الوضع في ليبيا تتطلب جهدا جماعيا بالنظر لتدهور الأوضاع الأمنية إلى حد كبير.
وذكر الرئيس المصري أنه سبق أن حذرت مصر مرارا من مغبة تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا على كافة دول الجوار، سواء الجوار الجغرافي المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية.
وفي المقابل استبقت الدول الاوروبية الكبرى والولايات المتحدة جلسة مجلس الامن بالدعوة الى ضرورة تشكيل حكومة وطنية في ليبيا
واعتبرت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا في بيان مشترك أن تشكيل حكومة وحدة وطنية "يشكل الأمل الأفضل بالنسبة إلى الليبيين".
ولفت البيان إلى أن برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا سيدعو في الأيام المقبلة إلى سلسلة اجتماعات بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدا أن أولئك الذين لن يشاركوا في عملية المصالحة هذه سيتم استبعادهم "من الحل السياسي في ليبيا".
وتابع أنه "بعد أربعة أعوام على الثورة" التي أطاحت بنظام معمر القذافي، "لن يكون مسموحا لمن يحاول منع العملية السياسية والانتقال الديموقراطي في ليبيا بجر البلاد إلى الفوضى والتطرف"، من دون أي إشارة إلى إمكان القيام بتدخل عسكري في حال فشلت الجهود السياسية.
وحاولت إيطاليا الأقرب جغرافيا إلى ليبيا في الأيام الأخيرة تعبئة الأمم المتحدة وحلفائها الأوروبيين في محاولة لإرساء الاستقرار مجددا في مستعمرتها السابقة، مبدية خشيتها من إقامة "خلافة" على الضفة الأخرى للمتوسط.
وكان وزير الداخلية الايطالي باولو جنتيلوني أكد في نهاية الأسبوع أن إيطاليا "مستعدة للقتال" فيما أعلنت وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي قيادتها تحالفا مسلحا وسترسل خمسة آلاف جندي على الأرض.
لكن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي خفف هذه اللهجة الاثنين معتبرا أن "الوقت غير ملائم لتدخل عسكري"، داعيا إلى التحلي بـ"الحكمة والحذر".
وأعلنت الحكومة الإيطالية الثلاثاء عزمها نشر نحو 1800 جندي إضافي في إطار عملية تهدف إلى تجنب أي هجوم مسلح.