2015-02-19 الساعة 10:58ص (يمن سكاي - خاص)
لفت النشاط السياسي لزعماء الخليج الأسبوع الأخير الأنظار، حيث تساءل المحللون والمراقبون عن الأسباب التي دفعت زعماء الكويت والإمارات وقطر إلى زيارة العاهل السعودي خلال ثلاثة أيام متتالية بشكل غير مسبوق في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي.
واختلفت تكهنات المتابعين للشأن الخليجي حول الهدف من وراء تلك الحركة السياسية النشطة، حيث أشار بعض المراقبين إلى أنه ربما تتعلق بالملف المصري وعلاقته بالخليج، بعد التطورات التي تشهدها مصر على صعيد دخولها على خط المواجهة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بعد قيام التنظيم بذبح 21 مصريا قبطيا كانوا يعملون في ليبيا مؤخرا، وأيضا على صعيد العلاقات بين مصر وقطر والتي عادت للتدهور مؤخرا بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان يرعى مصالحة بين البلدين أفضت إلى تقديم قطر تنازلات سياسية وإعلامية بحق مصر، إلا أنها عادت لنبرة الفتور والانتقاد الإعلامي لمصر عقب وفاة الملك عبد الله.
وأشار مراقبون آخرون إلى أن الحركة السياسية التي شهدها الخليج مؤخرا تستهدف العمل على مواجهة الحوثيين في اليمن، ومناقشة السبل التي تستطيع دول الخليج بها الحد من توسعهم في المحافظات اليمنية، بعد الإعلان الدستوري الذي أعلنوه منذ أسبوعين والذي سيطروا به على مقاليد الأمور في اليمن، وحلوا به البرلمان وشكلوا مجلسا وطنيا سيعطى صلاحيات تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة.
الخلاف السعودي الإماراتي حول اليمن:
وأشارت تقارير إلى أن السعودية والإمارات على خلاف كبير حول الملف اليمني، بعد أن حمَّلت الرياض أبوظبي مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن بسبب إصرارهم على مساندة الحوثيين والاستماع إلى حليفهم علي عبد الله صالح، في التعامل مع الملف اليمني.
وأوضحت مصادر أن القمة السعودية الإماراتية التي جرت أول من أمس في الرياض حملت تساؤلات واضحة من الجانب السعودي للإمارات حول إمكانية فض تحالفها مع علي عبد الله صالح ونجله أحمد علي الذي يعمل سفيرا لليمن في الإمارات، وعن تحمل الإمارات للمسؤولية في مواجهة الحوثيين الذين باتوا يمثلون خطرا على كل دول الخليج.
وكان قد عقد اجتماع استثنائي بين محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، وبين الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ووزير الداخلية في الرياض على هامش الزيارة، حيث تناول اللقاء أبعاد العلاقة الإماراتية بالأزمة اليمنية وكيفية مواجهتها، حسبما أفادت به المصادر.
الإمارات تخلق زعامات موالية لها:
وتواجه الإمارات اتهامات قوية بمحاولتها خلق زعامة في اليمن موالية لها، حيث اعتبر مراقبون أن الحديث الدائر في اليمن عن ترشح أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس المخلوع والسفير اليمني في أبو ظبي، للرئاسة في اليمن كرئيس منفرد أو رئيسا لمجلس رئاسي أو عضوا في ذلك المجلس، إنما كله من ضغط الإمارات ودعمها للرئيس المخلوع في محاولة استمالة القبائل لجانبه بالإضافة إلى تعزيز تحالفه مع الحوثيين الذي يواجه الآن خلافات جبيرة بعد رفض الحوثيين مخطط الإمارات بتنصيب أحمد علي رئيسا لليمن.
وأفاد المراقبون أن الإمارات دأبت خلال السنوات الأخيرة على محاولة تقديم دعم مالي كبير لشخصيات سياسية في عدة دول عربية بهدف السعي لدفع تلك الشخصيات للترشح في مناصب قيادية في دولها، لتكون على ولاء للإمارات.
ودلل المراقبون على ذلك بالدعم الإماراتي للمرشح الرئاسي السابق في مصر أحمد شفيق، الذي غادر مصر منذ خسارته الانتخابات في يونيو 2012 ليقيم من حينها في الإمارات، مساهما بشكل كبير في حملة التشويه التي دأبت عليها قنوات إعلامية مصرية طيلة عهد الرئيس المدني محمد مرسي.
كما أكد المراقبون أن الإمارات مولت بشكل كبير عملية الانقلاب التي قادها عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي للسلطات الانقلابية في مصر، ضد الرئيس محمد مرسي، حيث قدمت دعما اقتصاديا كبيرا للنظام الانقلابي، تجاوز 4 مليارات دولار على شكل منح وقروض ومشاريع.
وفي تونس نشرت معلومات عن تلقي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أموالا وهدايا منها أسطول من السيارات المصفحة أهديت إليه من أبو ظبي، وذلك قبل إعلانه الترشح للرئاسة، وهو ما أشار إليه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بالمال القذر في الحملة الانتخابية الرئاسية.
ودعمت – ولا زالت – الإمارات اللواء خليفة حفتر في محاولته للسيطرة على السلطة في ليبيا ونزاعه مع القوى الإسلامية التي تسيطر على المؤتمر الوطني في طرابلس، حيث أمدته بأسلحة وذخائر بالتعاون مع النظام الانقلابي في مصر، كما أنها شاركت مع الطيران المصري في قصف مواقع للكتائب المسلحة التابعة للمؤتمر الوطني في طرابلس.