2016-03-08 الساعة 03:30م (يمن سكاي - وكالات)
قالت مصادر مطلعة لـ"مونت كارلو الدولية" أن مفاوضات جديدة تجري حالياً بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين برعاية الأمم المتحدة تعتبر امتداداً لتلك التي جرت في العاصمة العمانية مسقط، في آب/اغسطس عام 2015.
وتركز المفاوضات الجديدة، التي توسط لها مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد خلال زيارته للرياض، على ايقاف الهجمات العسكرية عبر الحدود السعودية كخطوة اولى لوقف اطلاق النار الذي تسعى اليه الامم المتحدة بالتزامن مع جولة المحادثات الموسعة بين اطراف النزاع اليمني، حسب ما افادت تلك المصادر.
وكان الحوثيون اشترطوا لوقف هجماتهم عبر الحدود، ايقاف الغارات ورفع الحصار البحري على الموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحليفة لايران.
المصادر ذكرت ان هناك شبه اتفاق على التهدئة في الجبهة الحدودية، لكن النجاح في هذا الاتجاه، مرهون بتقدم المفاوضات الجارية حاليا.
اضافت "هناك شبة اتفاق على ايقاف التصعيد في الجبهة الحدودية، مقابل التخفيف من الحصار البحري واعتماد الية الامم المتحدة للتفتيش، والحد من الغارات الجوية، لكن الحوثيين يطالبون بايقافها تماما، وهذا هو موضع الخلاف الان" .
المصادر كانت افادت مونت كارلو الدولية ان وفدا من ضباط الامن السياسي والقومي التقوا مؤخرا في سلطنة عمان ضباطا سعوديين، وبحثوا تفاصيل دقيقة في عملية تنفيذ خطوات التهدئة.
واكدت ان ما يجري حاليا "هو لتنفيذ بعض تلك الخطوات، على ان يتم اجتماع لاحق بين الاطراف اليمنية برعاية الامم المتحدة لبحث وقف شامل لاطلاق اطلاق النار والية لتنفيذ القرار 2216 وعودة الشرعية الى صنعاء".
وكانت طائرة عمانية من سلاح الجو السلطاني نقلت منتصف الشهر الماضي لجنة امنية رفيعة، تضم ضباطا من جهازي الامن القومي والسياسي، رجحت مصادر سياسية انذاك ان تعقد اللجنة مشاورات مع مسؤولين عسكريين من قوات التحالف للمرة الثانية، حول ترتيبات امنية.
وامس الاحد تحدثت مصادر اعلامية أن جماعة الحوثيين أرسلت وفدا برئاسة ناطقها الرسمي محمد عبد السلام، إلى المملكة العربية السعودية للتفاوض حول وقف العمليات العسكرية على الحدود مع اليمن.
وذكرت تلك المصادر أن وفد الحوثيين، سيقوم بتسليم احد الاسرى السعوديين، كما يحمل معه مقترحات للجانب السعودي تهدف إلى وضع ترتيبات وقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود.
الى ذلك أظهرت مراسلة سرية لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، أن السعودية دخلت في مفاوضات سرية مباشرة مع الحوثيين وأنها وافقت مؤخرا على استئنافها في العاصمة الأردنية عمان.
المراسلة الموجهة إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في الأسبوع الثاني من شباط (فبراير) الماضي، تشير إلى أن ولد الشيخ التقى وزير الدولة السعودي مساعد العبيان ، وشخص ثان يدعى أبو علي يعتقد أنه من جهاز المخابرات السعودية، حسب موقع "رأي اليوم".
ويقول ولد الشيخ في مراسلته إنه أخبر محدثيه السعوديين بـ"استعداد الحوثيين استئناف المفاوضات السرية المباشرة مع ممثلي المملكة العربية السعودية" وأنهما "رحبا بهذا التقدم المحرز وأعربا عن التزامهما المضي قدما في هذا المسار” بيد أنهما أبديا بعض الملاحظات.
وحسب ولد الشيخ فإن المسؤولين السعوديين اعتبرا “أنه في ضوء التقدم التي تحرزه قوات التحالف ميدانيا باتجاه صنعاء، فإن من مصلحة الحوثيين اغتنام الفرصة والتفاوض بحسن نية باعتبارهم في موقف ضعيف ميدانيا وأن خياراتهم بدأت تنحصر".
أما النقطة الأخرى التي شدد عليها العبيان وأبو علي، فتتعلق بعدم نية الرياض رفع مستوى ممثليها في هذه المفاوضات في الوقت الراهن، وفقا للطلب المقدم من متحدث الحوثيين محمد عبد السلام، معتبرين أن “الشخصين الذين مثلا الرياض في الجولة السرية السابقة هما من نفس مستوى محمد عبد السلام”.
ووافق المسؤولان السعوديان على مقترح الحوثيين بعقد المفاوضات في عمان من بين خيارين هما الأردن او المغرب.