2015-02-20 الساعة 11:07ص (يمن سكاي - يمن برس)
قصة جديدة من قصص التعيينات العشوائية والمحسوبية والفساد والعبث الحاصل في الجمهورية اليمنية سواء قبل أن يتولى الحوثي زمام الأمور في البلد أو بعدها بطلها نجل الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان .
خلدون ياسين سعيد المحاسب الذي لا زال طالباً يدرس الدكتوراه في كلية التجارة بجامعة القاهرة يسوق له القدر مناصب ومراتب على أعلى مستوى يحلم بها عشرات بل مئات الدبلوماسيين في الخارجية اليمنية ولا يصلون إليها لأن والدهم ليس قيادي سابق في الحزب الاشتراكي .
بدأت قصة الحظ الساطع لخلدون الذي حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة عام 1999 وعين في وظيفة محاسب في فرع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بعدن منذ صدور قرار ترشيحه للدراسة في مصر من وزارة التعليم العالي في العام 2008 حيث وقرار إيفاده هو الوحيد تقريبا من بين طلاب اليمن الدارسين في كل دول العالم يشمل مرحلتي الماجستير والدكتوراه معاً ، فقد بات معروفاً أن على الطالب أن يكمل مرحلة الماجستير بتميز وبشروط معينة حتى يحصل على استمرارية الدكتوراه وقد عانى بعض الطلاب من الانتظار لسنين عديدة في أروقة الوزارة كي يحصلوا على قرار دراسة الدكتوراه ، إلا أن صاحب الحظ السعيد حصل على قرار واحد لمرحلتين فلا مشكلة لديه في أن يتعثر في الماجستير أو أن يقضي فيها ست سنوات حيث حصل على درجة الماجستير في أغسطس 2013 ليبدأ مشواره في الدكتوراه مباشرة دون أي عناء.
ونظراً لأن مدة إيفاده قد انتهت وفقا لقرار الإيفاد فقد قامت الملحقية الثقافية بالقاهرة بإيقاف صرف مستحقاته المالية للربع الثاني من العام 2014 واشترطت تحديد موعد المناقشة للدكتوراه لأن قرار الإيفاد المضمن سبع سنوات قد انتهى ، ونظراً لأن مشوار الطالب لا يزال طويلاً في الدكتوراه فلابد من البحث له عن عمل يضمن له الاستمرار في القاهرة للدراسة ، فتم إصدار قرار بتعيينه سكرتير ثاني في السفارة اليمنية بالقاهرة في أغسطس 2014 ، ولاقى هذا القرار استياء واسعاً من موظفي الخارجية حيث وينتظر المئات من قدامى الموظفين في الوزارة أن ينالوا حظهم من التعيين في مناصب دبلوماسية وفقاً للخبرة والكفاءة لكنهم تناسوا أن كونك نجل أمين عام حزب المناضلين يكفي لأن تعين في أعلى المناصب .
وما إن انتهى موظفو الخارجية من ابتلاع الصدمة الأولى تفاجأ الجميع بقرار تعيين السيد خلدون قنصلاً عاماً لسفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة قبل أيام ، وهو منصب رفيع بل من أهم المناصب الإدارية في السفارة ويعتبر النائب الفعلي للسفير في حال غيابه وقد صدر هذا القرار في العهد الجديد الذي أنتجته جماعة الحوثي بدعوى تصحيح أوضاع الفساد وتعيين أشخاص دون النظر إلى الكفاءة ، وهذا هو المبرر الأبرز الذي يتغنى به الحوثيون كسبب لإسقاط الحكومة السابقة وهاهم يعيدون إنتاج نفس الوجوه بنفس الأدوات من الفساد والإفساد والمحسوبية فمن تعيين زكريا الشامي نائب رئيس هيئة أركان والقفز على كل المعايير والشروط العسكرية إلى تعيين مقربين من الجماعة في مناصب قيادية عليا في كافة الوزارات وهاهم يكافئون ياسين نعمان على سكوته بتعيين نجله قنصل في واحدة من أهم سفارات اليمن بالخارج .
"في حياتي العملية الطويلة، وفي مختلف المناصب التي توليتها من وزير إلى رئيس وزراء إلى رئيس مجلس نواب، ساعدت الكثير والكثير جدا ممن يستحقون المساعدة، ولكنني لم أتوسط لقريب أو محسوب أيا كانت درجة القرابة، وأعلن هنا أن من لديه معلومات مغايرة أن ينشرها بدون أي تحفظ. وعندما طالبنا بضرورة وضع معايير للوظيفة العامة كنا نقول ذلك بقناعة أن الانهيارات المتكررة التي تعرض لها هذا البلد، إنما كانت بسبب الفساد السياسي والأخلاقي الذي تعرضت له الوظيفة العامة، وتسخيرها للولاءات، وبناء مراكز القوى والنفوذ بالاعتماد على ذلك، ... المطلوب اليوم إلى جانب التأكيد على ضرورة الالتزام بمعايير قانونية صارمة للوظيفة العامة، البدء في التحقيق الشفاف في قضايا التوظيف التي تمت حتى اليوم وعلى كافة الأصعدة والوزارات والهيئات"
الكلام المقتبس أعلاه هو من منشور لياسين سعيد نعمان نشره على صفحته في الفيس بوك في مايو 2013 رداً على نشر صحيفة الأهالي تقريراً عن شخص اسمه محمد تم تعيينه في منصب عالي بوزارة النقل وتورط بقضايا فساد وقالت الصحيفة أنه نجل ياسين نعمان فرد نعمان بأنه ليس له ولد اسمه محمد واتهم الصحيفة بالتدليس وكان كلامه واضحاً بأنه يسعى لمعايير صارمة في الوظيفة العامة ،،، لم يكن يعلم الجميع أن نعمان يقصد بالمعايير الصارمة تدرّج نجله السريع من منصب لآخر في وزارة الخارجية رغم أنه ليس من كادرها وأتى من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، ويبدو أن هناك المزيد من المفاجئات التي يحملها الحوثيون لنعمان ليس آخرها وعودهم بتعيينه سفيراً لليمن في لندن ليثبت أمين عام الحزب الاشتراكي السابق يوماً بعد آخر أنه كان بطلاً من ورق بدأ يتكشف مع الأيام وأن مطالبته الدائمة بالقضاء على المحسوبية والفساد لا يعني بالضرورة إلا تعيين أقاربه في مناصب لا يستحقونها.
-نقلا عن يمن برس